مكتب اللاذقية – دُنيز الورعة
انتخابات الرابع عشر من نيسان القادم التشريعية ستكون دليلاً إضافياً على حق الشعب السوري في تقرير مصير بلاده ورسم مستقبله، وهي تشكل تحديًا واضحاً لكلّ الدول التي تدّعي الديمقراطية ، وتقوم بكلّ ما من شأنه أن يحرمنا من ممارسة حقنا هذا.
هذه الانتخابات تكتسب أهميّة خاصة في ظل الظروف الاستثنائية التي تمرّ بها سورية، من حيث إنّها استحقاق دستوري واجب التنفيذ في موعده بغض النظر عن الضغوطات الكبيرة التي يعيشها الشعب السوري. لكن تتباين آراء الشارع السوري حول الاستحقاق , ومن المواطنين من سيقترع في ظلّ آمال عريضة حول الدستور الجديد من جهة ومنهم آخرين أكدوا مقاطعتهم لها, ربما وفق نظرة تشاؤمية
سيريانديز رصدت أصداء العملية الانتخابية، والتقت بشرائح مختلفة من الشعب السوري لتقف على آرائهم وآمالهم .
فمن جهته عد رفيق أحمد, طالب جامعي, " أنّ ما يحدث مهزلة، حيث سيتم انتخاب مرشحين لا يعرف عنهم شيئاً إلّا من خلال صورهم التي ملأت الشوارع, فلما أذهب للانتخاب يقول رفيق ؟ ثم يجيب  معظمهم يستثمر دم الشهداء لصالح حملته الانتخابية " أما الموظف علاء سلامة فأشار إلى " أنّ قيادة الجيش مدعوة لتذكير كل مّرشح بشعارها المقدس الزود عن أرض الوطن، ودعم الجيش العربي السوري وحمل السلاح والقتال ضد الارهاب, مؤكداُ أنّه سوف يقوم بشطب اللوائح لا أكثر". ريمة الزين, طالبة قالت :" أنا أقاطع هذه الانتخابات لأنّ جُلّ ما يفعله أعضاء مجلس الشعب هو اعتلاء كراسيهم وإشغال مناصب مرموقة وحسب، نختارهم ونوليهم ثقتنا وندعمهم ويختفون, حتى أنّني لم أجد برنامجاً انتخابياً لمرشح يضاهي هموم الناس !!"

أمّا ح. م, الذي رفض الكشف عن اسمه, تساءل:" هل هناك مصداقية وشفافية في هذه الانتخابات؟ لمن سأصوّت والأسماء ناجحة مسبقاً ؟ لا لن أشارك في هذه التمثيلية التي ستملأ جيوب أعضاء المجلس الجدد من تعبي وعرقي" من جهة أخرى, أكدّت هبة الراعي, صاحبة مهنة حرّة, قائلةً: "أنا متحمّسة للاقتراع والإدلاء بصوتي فهو حق كلّ مواطن سوريّ في تقرير مصير ومستقبل سورية" أمّا كمال سيف, متقاعد, فقد شرح سبب مشاركته في الانتخابات قائلاً: " سوف أذهب للاقتراع على أمل أن يتغيّر الوضع الراهن الذي يفرض تحديات كبيرة على المواطن والتي تستوجب حلولاً جذرية، والعمل على إيقاف تدهور المستوى المعيشي للمواطن بعد ارتفاع سعر صرف الدولار وغلاء الأسعار، لذا أتوّقع من الأعضاء الجدد في مجلس الشعب التدخل بفعالية لمعالجة هذه الأوضاع ". رغم هذا الحذر في التعاطي بموضوع الانتخابات, إلّا أنّ الكثير من أبناء سورية الشرفاء ممن ترّشحوا للانتخابات, همّهم الأول هو الوطن والمواطن، وأن يكونوا على قدر المسؤولية والأمانة في حمل هموم وتطلعات المواطنين، والتعبير عن آمالهم وطموحاتهم ، والحفاظ على تضحيات الجيش العربي السوري ودماء شهداء الوطن, منهم المرّشح عمران حمدان الخطيب عن الفئة (ب)  رئيس "تجمّع المغتربين من أجل سورية" في فرنسا, الذي أكّد لسيريانديز :"أنّ السبب الأول لترشحه هو خدمة المواطنين من الطبقات الفقيرة كالفلاحين والحرفيين والمهنيين، وخدمة أهالي الشهداء والجرحى والمخطوفين، إضافةً لخدمة المغتربين السوريين من خلال مجلس الشعب، وأنّ هذا الترّشح عبارة عن استمرارية لعمله في الخارج مؤكداُ أنّ الدولة لم تفِ حق المغترب في ظلّ غياب وزارة للمغتربين تمثّله وتعتني بشؤونه وهمومه." الخطيب أوضح قائلاً : "المغتربون هم جنود وسفراء سورية في الداخل والخارج، ويمكن الاعتماد علينا في الكثير من المجالات، والاستفادة من خبراتنا في إطار السعي الدؤوب لتبيان حقيقة ما يحدث في سورية ، مضيفاً : قمنا بتشكيل وفود أجنبية عديدة وزرنا سورية وأقمنا مؤتمرات عن التضليل الإعلامي الذي يتعرّض له وطننا كما قمنا بوقفات احتجاجية ومسيرات وحملات مساعدة تعدّت ال(13) حملة حتى الآن لمساعدة أهلنا في سورية، وأرسلنا سيارات الإسعاف والكراسي المتحرّكة والأدوية، وكل ما وجدناه يعزز صمود جيشنا وشعبنا، وهذا واجبنا فالمغترب السوري همّه و فكره دائماً مع بلده وشعبه". وعن رأيه في حال مقاطعة شريحة من السوريين للانتخابات التشريعية لمجلس الشعب قال الخطيب :" أدعو جميع المواطنين للمشاركة في الانتخابات مهما كانت آراؤهم أو توجهاتهم، حتى وإن أسقطوا ورقة بيضاء في صندوق الإقتراع فهي تعبير عن الرأي, وعلى المواطن السوري ألا يعد قائمة الوحدة الوطنية قدراً محتوماً فهناك عشرات المرشحين المستقلين الذين يعبّرون عن آمال وطموح المواطن" ووجّه الخطيب حديثه للمواطن قائلاً: " لكَ مطلق الحريّة في استخدام صوتك الانتخابي ومنحه لمن هو جدير به, استخدم حقك في التعبير بكلّ وعي ومسؤولية" وأشار إلى أنّ المشاركة في هذا الاستحقاق الدستوري تعبير عن وطنية السوريين، وحبّهم لبلدهم وإصرارهم على متابعة حياتهم، والمضي في إنجاز كل الاستحقاقات الدستورية بكل ثقة" وأشار الخطيب إلى "أنّ الغرب يعتقد أنّ الرئيس الأسد قد استبق الانتخابات التشريعية قطعاً للطريق أمام المعارضة في ظلّ المباحثات الأخيرة التي جرت، وبعد أن منحته الدول العظمى مهلة 18 شهر لتعديل الدستور وتشكيل حكومة ائتلاف, ورداً على هذا الأمر, علينا كمواطنين سوريين أن نشارك جميعنا في هذه الانتخابات, أمّا نحن فقد قمنا بالاتصال بعدد من النواب الأوربيين، ودعوناهم لزيارة سورية وحضور الانتخابات لنؤكد للعالم أجمع أنّ سورية قوية ومستمرة رغم كلّ الظروف، وأنّ الحرب لن تمنعنا من تحقيق الديمقراطية, وكانت الدعوة ستغطي لنا الجانب الإعلامي والسياسي في آن واحد لولا أنّ مخاطبتنا, الشفوية والكتابية, لوزارة الخارجية وحزب البعث لم تلق أذناً صاغية على ما يبدو، وحتى اللحظة لم يأتينا جواب بالقبول أو الرفض على طلبنا, وهذا الأمر يحرجنا يحزّ في نفوسنا كمغتربين ويفقدنا مصداقيتنا أمامهم".

وفي سياق متصل قال الخطيب لسيريانديز :" نتمنى على الإعلام السوري أن يكون على مستوى الحدث, وأنّه لبناء دولة قوية علينا أن نبني إعلام حر واستقصائي في المرتبة الأولى يليه القضاء, هما عملية تبادلية لا غنى عن أحداهما لذلك اقترحت في برنامجي الانتخابي وجود قناة تلفزيونية لنقل المحاكمات على الهواء مباشرة، وتسليط رقيب على القضاة من أجل مكافحة الفساد, وأضاف:" نقاط مهمّة اقترحتها في برنامجي الانتخابي منها لقمة عيش المواطن المتوقف عن العمل لأسباب قهرية، وكيفية مساعدته وإنشاء صندوق ضمان صحيّ وتقاعدي للحرفيين والفلاحين, ولإحلال ديمقراطية تامة, اقترح اختيار المحافظين عن طريق الانتخاب لا بالتعيين، وأهمّ بند هو إلغاء المادة الثالثة من الدستور التي تحدّد دين رئيس الجمهورية، والتمسك بعلمانية الدولة، وتغيير المناهج التعليمية من أجل تعزيز روح الإبداع والوطنية، ومكافحة التطرف الديني، وللمرأة نصيب في البرنامج وذلك من خلال المطالبة بمنح أبناء المرأة السورية المتزوجة من غير السوري الجنسية، فأنا مع مساواة المرأة بالرجل، وعلينا احتراماً لما قدمه الشهداء والجرحى للوطن تشكيل وزارة لمتابعة شؤونهم، وتقديم التسهيلات أمام المخترعين ومنحهم حقوقهم من أجل احتضان هذه العقول والاستفادة منها داخل الأراضي السورية"،
كلمة أخيرة أكّد عليها الخطيب :" ستبقى سورية عزيزة أبيّة بفضل أبنائها الأبرار وأصدقائها الأوفياء ولن يبنيها غير أبنائها الأحرار".