الأربعاء 2015-05-13 09:37:16 شباب في السياسة
إلى متى سيبقى السعو-داعشي مسيطراً؟
لعل أكثر الأسماء شهرة وضجيجاً في العالم اليوم هو ذاك الإسم الدامي المدوي (داعش) الذي عرف عالمياً بالوحشية المرفقة بالتهويل الإعلامي والسياسي، الذي يقوم بدوره في زيادة الرعب في قلوب سكان الأرض من هذا التنظيم. أشتهر على يد مقاتل القاعدة السابق أبو بكر البغدادي الذي اختار لنفسه اسم إسلامي، لينال تأييدها في المناطق العراقية تلتها السورية ولكن كم من داعش أخر في العالم ؟ في عام 2014 تفجر الإعلام العالمي بأخبار هذا التنظيم الذي بدأ يدوي عالياً بقوته -إرهابه- تطرفه مستغلاً الأزمات التي قامت في الدول العربية من حروب واحتلال. أما تاريخياً وفي بدايات القرن ال20 عاد عبد العزيز آل سعود مستغلاً نفس الظروف في الماضي، وخاصة تلك القائمة في شبه الجزيرة العربية لتأسيس مملكته بعد أن قام محمد علي بتدميرها سابقاً ,كانت ظروف ظهور عبد العزيز لا تختلف عن ظروف أبي بكر .. فمن أين أتى ولخدمة من ومن موله في حروبه ؟ قام عبد العزيز ببسط سيطرته على الرياض تلتها الإحساء فحائل فالحجاز أخرها كان عسير. وبعد 30 سنة تقريباً من عودته، أعلن عن قيام المملكة العربية السعودية تحت حكمه. أما أبو بكر وتنظيمه – بدأ بالسيطرة على مناطق في الداخل العراقي كالأنبار ونينوى وكركوك وغيرها وعام 2014 دخل الموصل ومدد التنظيم نفسه مستغلاً الحرب في سوريا مسيطراً على مناطق فيها مثل دير الزور والرقة والحسكة وريف حمص. وفي الشهر الخامس من عام 2014، أعلن عن تأسيس دولته ضاماً مناطق من العراق وسوريا وتمت البيعة له في وقت لاحق كخليفة على تلك الدولة .. فظهر رابط جديد بينهما (التوسع –الإرغام). سيطر كل من أبو بكر وعبد العزيز على أغنى بلدين نفطيين في العالم. لكن عندما سيطر عبد العزيز على النفط بيع للولايات المتحدة وحلفائها بأرخص الأسعار أما بعدما سيطر ابو بكر نزل سعر النفط عالمياً لمحاربة روسيا وإيران إقتصادياً. أعلن كل منهما الإسلام الدين الرسمي في ممالكهم، بتطرف لا باعتدال وحاولوا أن ينالوا جمهور كبير من المندفعين دينياً إما عبر السيطرة على الأماكن الدينية كالمدينة المنورة وغيرها أو بالتعاليم الكاذبة والتهويل الإعلامي والشبكة العنكبوتية ونشر الدعوات. تاريخياً، وإن عدت السعودية نفسها ملكة العرب من حيث لا نعلم لم يحارب السعوديين بلد أجنبي استعماري واحد. بل أقامت معها أفضل العلاقات ووضعت تحت حمايتها وشكلت معها حلفاً حتى اليوم وأقامت قواعد أمريكية في بلدانها ورحبت بشركاتها بل حارب الدول العربية فقط وجيوشها اقتصاديا وتمويلياً، مثل سوريا أو عسكرياً كاليمن اليوم وعاصفة الحزم المزعومة. حتى أصبحنا اليوم نشك أن الجيش السعودي يخدم فيه جنود عرب! أما أبو بكر أيضاً لم يحارب بلداً إستعمارياً واحداً بل أقتصرت جهوده كالسعودية على تدمير الجيوش العربية بدأ بأكثرها صموداً كسوريا والعراق وقتل العرب مستخدماً عدد كبير أيضاً من القوات الأجنبية المشدودة إليه. فقط أرسل إلى الغرب رسائل إعلامية دامية كاذبة ,كما فعل السعوديون سابقاً بكذب، فإن التنظيم السعودي أو المملكة الإسلامية عفواً التنظيم الإسلامي والمملكة السعودية لا بأس ببعض الأخطاء بالتسميات وباللفظ فهم واحد .. فهو لا يوجد فرق إن كانت مملكة من 100 عام أو دولة خلافة من سنتين فهذان الكيانان قد قدموا أكبر الخدمات للأطراف الخارجية الغربية والصهيونية. على كل عربي أن يعرف كم هما متشابهان فكريا-تاريخياً-إستراتيجياً، ولو كانوا يخرجون إلى العلن للتصريح أنهما عدوان يتحاربان فهذه المسرحيات السياسية لطالما تكررت لبريء أسم المملكة خاصة آل سعود ولاستخدامها لمسوغاتها الصهيو-أمريكية. ذكرت في مقدمة مقالي عن أسلوب الرعب الذي انتهجه تنظيم داعش ومن قبله مملكة الوهابية، والذي أدى مع الترويج الإعلامي له بترهيب الكثير من الناس وتسريع انتشاره وغطائه الديني. أتساءل، وأترك هذا للقارئ هل هي صدفة أن يكون انتشار الصهيونية ومجازرها في دير ياسين وجميع المدن الفلسطينية وإرهاب أهلها وإجبارهم على النزوح من بلادهم وهو نفس أسلوب عبد العزيز وأبي بكر أم أن الوهابي والداعشي أخ أو أبن عم الصهيونية العالمية ؟ إلى متى سيبقى السعو-داعشي عندنا ؟
ٍ جميع الحقوق محفوظة لموقع سيريانديز سياسة © 2024