الأربعاء 2015-05-13 12:20:02 شباب في السياسة
الشباب.. إلى أين؟
في ظل المتغيرات العاصفة في العالم العربي، والتي تحدث نتيجة "ربيع عربي" وثورات مزعومة، ناهيك عن الإرهاب والقتل والدم والجهل.. أين هو مكان الشباب العربي في كل ما سبق ؟ لقد تحول الشباب اليوم من حالم بمستقبل مشرق وواعد إلى متشائم وفاقد للحقوق والأمل وخاصة في تلك البلدان التي تمر بأصعب لحظاتها. بل تحولت البلدان العربية من دول ذات مستقبل واعد أيضاً إلى دول مدمرة غير معروفة المصير. إن صح التعبير، أصبحت دول غير قابلة للسكن بشكل أو أخر، يقف هؤلاء الشباب مكتوفي الأيدي أمام المستقبل. منهم من يحارب من أجل وطنه فيستهشد وتنتهي رحلته، وأخر يغرر به بجهله وطمعه. يبق الشباب العزل من غير دور يحاولون التفاؤل بمستقبل أفضل حتى يأتي اليوم الذي يفقد بعضهم الأمل أيضاً. يهجر الكثيرون الوطن، لاسيما من يمتلك المال الذي يغطي تكاليف سفره، أما من لا يملكون شيء يرى جنته الخاصة بالهجرة غير الشرعية فيختار الذهاب إلى هؤلاء المتاجرين بالأرواح ليركب القارب ويشق طريقه عبر البحر أملاً بحياة كريمة أو بالحياة الغربية المروج لها إعلامياً. يغرق الكثيرون، ويصل القلائل بعد تجربة أخرى مع الحياة والموت بعد تلك التي قد عاشوها في أوطانهم ليتحول حلمهم هذا من جديد إلى مأساة من ما عانوا في تلك الرحلة وتلك الأوطان. آخرون يدخلون المخيمات لشهور عدة فيستطيع بعضهم الخروج منها للعيش والدراسة والعمل، ومن تبقى يحبس بها حتى يأتي التجار الجدد بغطائهم الديني مستغلين النقص العاطفي والديني الذي يعانيه هؤلاء المهاجرين ويقنعوهم بجهادهم المزعوم والجنة الخاصة بهم ليحولوهم إلى جهاديين مغسولي العقول ويرسلوهم من جديد إلى تلك الأوطان التي خرجوا منها كي يساعدوا في تدميرها وتدمير حياة من يحاول العيش فيها والتأقلم معها. تقدم الدول التي قد هاجروا إليها المساعدة لهؤلاء الشباب بالعودة إلى بلدانهم لتدميرها بينما تتخلص بهذه الطريقة من الجاهلين منهم وتحتفظ بالعقول والعمال الذين هاجروا إليها لنفسها بعد أن نالوا اللجوء وأصبح من الصعب لهم العودة ,كي يساهموا في بناء وتطوير مستقبل الغرب ويهملوا مستقبل بلادهم ,فيعود إلينا من أرادوا عودتهم ليدمروا بلداننا ويعيدوها مئات السنوات إلى الخلف . إن كان هذا حال الشباب نفسهم فماذا تقدم لهم تلك الحكومات العربية اليوم من سبل للتمسك بهم ؟ لا شيء حرفياً. إلا القليل فيعطى كل شيء منه العمل والعلم إلى أصحاب الأموال والوساطة أما الباقي فلا ينال إلا القليل من هذا. على سبيل المثال، ماذا نستفيد من تقديم العلم مجانياً في الجامعات اليوم إن كانت سوف ترفع معدلات القبول فيها إلى حد كبير للغاية ؟ فيصبح الطريق هو الجامعات الخاصة التي تأخذ أموالاً طائلة ومن لا يملك تلك الأموال فليحتفظ بشهادة التعليم الثانوي في منزله. كيف للشباب أن لا يفقد الأمل أو يهجر أوطانه وأنتم تساعدون بترسيخ فكرة أن بلداننا هي بلدان طاردة لا مكان فيها للعيش الكريم ؟ لماذا تساعدون في تدميرهم ؟ إلى متى ستمنعوهم من رفع إسم بلداننا عالياً بجامعاته مؤسساته مشافيه إقتصاده بلاً من رفع أسماء البلدان التي يهاجرون إليها ؟
ٍ جميع الحقوق محفوظة لموقع سيريانديز سياسة © 2024