الجمعة 2015-10-09 07:57:30 شباب في السياسة
سورية تخرج من عين العاصفة

تعيش سوريا هذه الأيام الذكرى الثانية والأربعين لانتصار تشرين، وسط مناخ دبلوماسي وسياسي وعسكري يبشر بنصر نوعي لسورية في هذه الحرب المتعددة الأطراف منذ أربع سنوات، والتي أدت إلى مقتل نحو ربع مليون شخص، وتشريد آخرين، حيث شهدت الساحة الدولية نشاطاً دبلوماسياً مكثفاً بين إيران والسعودية والولايات المتحدة وروسيا في محاولة جدية من قبل الجميع لإيجاد حل للصراع في سورية وعليها. كما أعطى الاتفاق النووي الذي وقعته القوى الدولية مع إيران قوة دفع جديدة لتلك اللقاءات الدبلوماسية التي ناقشت المسألة السورية، إضافة إلى الترحيب الواسع بالعمليات العسكرية التي توجهها الطائرات الروسية لمواقع تنظيم داعش في سورية، إذ يقوم سلاح الجو الروسي بالتعاون مع سلاح الجو في الجيش العربي السوري بتنفيذ ضربات موجعة ودقيقة لتجمعات ومواقع داعش في سورية، مع التذكير بأن الولايات المتحدة اعترفت بأن تنظيم داعش بدأ تغيير مواقعه إثر القصف الروسي. لكن السؤال الذي يبرز الآن هو: هل أجبرت الغارات الروسية حتى الآن التنظيمات الإرهابية في سورية على الانكفاء والتسليم وإعادة حساباتها؟.. في هذه الأجواء الدبلوماسية والسياسية والعسكرية المتغيرة، أصبح واضحاً لكل من توهم أنه أتى للجهاد في سورية وجاء لنشر الحرية، ولكل دولة جندت الآلاف من مجرميها وأرسلتهم بطرق غير مشروعة إلى الحدود السورية عن طريق دول مجاورة مثل تركيا ولبنان والأردن، أصبح واضحاً لهم أنهم قدموا إلى المكان الخاطئ، وأن الساعات الأخيرة من الحرب أصبحت قريبة جداً. كما يمكن القول أيضاً أنه بات جلياً للعالم كله اليوم بأن سورية محور المنطقة و"خط الصدع في الشرق الأوسط، ومن يتلاعب بها سيتسبب في حدوث زلزال كبير" كما قال الرئيس الأسد في مقابلة أجرتها معه صحيفة ديلي تلغراف اللندنية. كما أن الوصول إلى حل جذري لإنهاء الحرب المفروضة على سورية، أصبح ضرورة حتمية لكل الأطراف المؤيدة والمعارضة. الآن بعد أربع سنوات من الحرب على سورية وسقوط مقولات وادعاءات التغيير الديمقراطي، وافتضاح كذبة ما يسمى "الربيع العربي" نقول لهم: اتركوا سورية كما تحبون لأطفالكم أن يروا بلدانكم اليوم وغداً.. اتركوا سورية كما كتب التاريخ لها أن تكون.. أم الحضارات وبلد الانتصارات.

ٍ جميع الحقوق محفوظة لموقع سيريانديز سياسة © 2024