الثلاثاء 2016-01-19 01:46:57 شباب في السياسة
مفهوم المعارضة

خاص سيريا نديز سياسي ــ جاك باره

 لن اكتب ورقة عمل عن افلاطون او سقراط او أرسطو لأن معرفتي المتواضعة لا ترتقي لمناقشة أفكار العظماء او لتقييم نظرياتهم التي هي بمثابة أرض الأساس للعلوم المتنوعة ولكن سأعطي رأيي بموضوع خارج نطاق دراستنا ولكنه سياسي بحت ، وأعتقد ان أكثر السياسيين و الإعلاميين يخطئون بهذا الموضوع في حواراتهم او نشرات الأخبار وهذا الخطأ بمصطلح معارض او معارضة وقد بدأ هذا الخطأ عند تقسيم المعارضة الى معتدلة و متشددة. فالمعارضة المعتدلة تضم الكتائب المسلحة والجماعات التي يكون غالبية أفرداها العظمى من السوريين ، كتلك المجموعات المتواجدة في منطقة جوبر وتقوم بقصف احياء العاصمة بالقذائف التي تقتل المدنيين فقط. والمعارضة المتشددة كجبهة النصرة التي هي امتداد للقاعدة و كتنظيم داعش الأرهابي، وهذان التنظيمان تكون غالبية افرادهم العظمى من غير السوريين و الأجانب ، ونحن عندما نطلق عليهم أسم معارضة متشددة فنحن نكون قد اعتبرناهم شريحة من المجتمع السوري وأن ارائهم تؤثر في العمليات السياسية السورية ، علماً انهم جميعاً معتدلين أم متشددين يعملون لأجندات خارجية سواء تركية ، قطرية ، او اوروبية. أما الفكر المعارض الوطني هو فكر بناء يهدف للإضاءة على بعض الأخطاء لتصحيحها وتفاديها وبالتالي بناء الدولة و تقوية بنيانها وسد الثعور التي قد توجد فيها وعند إطلاق تسمية معارضة على تلك التنظيمات و الجماعات المسلحة و الإرهابية فنحن نقوم بتشويه فكر المعارضة الذي تحدثت عنه ونعطيها صور دموية وتخريبية ونبعدها عن معناها السياسي كمصطلح (معارضة) والأفضل من هذه التسميات و التقسيمات هو تسمية كل شيء بمسمياته الحقيقية، أي ان كل من يحمل سلاح في وجه الشعب السوري سواء أكان هو من نفس الشعب او من شعوب اخرى فهو مسلح إرهابي وهدفه تخريبي فقط ولا يهدف لتصحيح أي شيء ، وهذا ملحوظ وملموس بالنسبة لجميع المناطق التي دخلتها هذه الجماعات من تدمير وتهجير لأهالي تلك المناطق وكيف كانت قبل دخولهم وكيف أصبحت (بفضلهم) والآن وفي هذه اللحظة اذا قامت إحدى قنواتنا السورية بإرسال مراسل الى الشارع السوري وقام بأخذ رأي المواطنين وسألهم عن معنى كلمة المعارضة كمصطلح فأنا على يقين بأن اكثر من نصف الإجابات بكثير ستكون بأن المعارضة هي القتل و التخريب و هي السبب الأول في البلاء.... وطبعاً لن نحكم على هذه الإجابات لأن هذا ما صدر لهم، ولم يعتد الشعب على ثقافة الرأي و الرأي الآخر بحكم أنها ثقافة جديدة علينا، وقد كان دور الإعلام الوطني فاشل الى حد بعيد بفصل الفكر المعارض البناء ، عن تلك الممارسات و قطع للرؤوس باسم هذا الفكر. و انا شخصيا تعرضت للخطف والتعذيب وبعد عدة شهور تعرضت لإطلاق نار وأصبت إصابة سطحية وذنبي الوحيد هو انني لم أفكر كما فرضوا علينا في بلدتي التي سادها الفكر الأسود و الحاقد علي كل من يخالفه ، ولكن لن أدعو ان من قام بتعذيبي هم معارضة لأن تعذيبي لن يؤثر على سير العمليات السياسية بالنسبة لهم او يعطيهم نقاط إضافة ، بل هم كانوا مخربين فقط هدفهم الوحيد هو إهدار الدماء. وأرجو ان نصل للفكر المتطور العملي ولا نحكم على الأمور كما نريدها ونلبسها العباءات الخاصة بنا لأن أي نظام سياسي يجب ان يكون له معارضون ويقوموا بالنقد البناء والتحاور لتطوير هذا النظام والوصول للأفكار و المبادئ المثلى بما يفيد الوطن و دور المعارضة يكون إيجابيا وليس سلبيا ولذلك علينا ان نرتقي و نرفع سقف ونطاق تفكيرنا للخروج من هذه المحنة بأسرع وقت، وعلى الإعلام ان يأخده دوره بإيضاح الفرق بين الإرهاب و أهدافه وبين الفكر المعارض و أهدافه لان مصطلح معارض أصبح للإهانة أو الشتم في المجتمع. لقد تعلمت أن لكل فكرة نقيض و النقيض ليس تصارع بل هو تكامل.

ٍ جميع الحقوق محفوظة لموقع سيريانديز سياسة © 2024