الأحد 2016-01-31 05:43:01 عربي ودولي
مسؤول روسي زار القاهرة: ماذا تمخض عن الزيارة؟

حدث هام وقع قبل بضعة أيام. رئيس مجلس الدوما (النواب) الروسي سيرغي ناريشكين زار مؤخراً القاهرة والتقى القيادة المصرية، حاملاً معه رسالة من الرئيس فلاديمير بوتين إلى نظيره المصري عبد الفتاح السيسي. فماذا تمخض عن هذه الزيارة؟أولاً: التأكيد على الشراكة الاستراتيجية بين موسكو والقاهرة، ثانياً: تعزيز التعاون العسكري بين البلدين، ثالثاً: تأكيد تطابق مواقف روسيا ومصر إزاء حرمة أراضي العراق وسوريا، رابعاً: الاتفاق على أهمية الدور الريادي لمصر عربياً وإقليمياً ودور روسيا دولياً وإقليمياً. وفي الوقت نفسه لا بد من الاشارة إلى ملاحظات رئيس مجلس الدوما أليكسي بوشكوف الذي كان عضواً في الوفد الروسي، وهذا ما قاله بعد عودته إلى موسكو: أولاً: موسكو والقاهرة تتفقان على الخطأ الفادح الذي ارتكبته واشنطن بقرارها احتلال العراق ومن ثم ضرب ليبيا وإثارة فوضى ما يعرف "بالربيع العربي". وانطلاقاً مما تقدم يتفق البلدان (روسيا ومصر) على أهمية التعاون لتجاوز الاثار المدمرة للمغامرات الاميركية (والغربية) في المنطقة، لا سيما على صعيد الاوضاع في سوريا والعراق. ثانياً: موسكو سوف تتصدى بما يتاح لها من وسائل سياسية وإمكانات عسكرية (متوفرة في المنطقة) لتفويت الفرصة على أميركا للقيام بأي عمل عسكري داخل سوريا، (على سبيل المثال، احتلال الرقة بصفتها عاصمة داعش)، وإذا تمكنت روسيا فإنها ستقوم بمساعدة الجيش العراقي (وهي تفعل ذلك) على أن يكون هو المبادر في تحرير الموصل من داعش (من دون الأميركيين والاتراك وربما الأكراد). ثالثاً: المضي قدماً في دعم الجيش السوري وحلفائه في توسيع رقعة السيطرة والانتشار، لا سيما في اتجاه الحدود مع كل من تركيا (حلب، إدلب، القامشلي) والأردن (درعا). رابعاً: تمكين الجيش السوري من الاقتراب قدر الامكان من الرقة (هو يقف الان على مسافة ٧٠ كم). خامساً: الاتفاق مع أكراد سوريا على عدم السماح بمنح الأميركيين موطئ قدم في مناطق نفوذهم لإقامة قاعدة جوية. ملاحظة: المعروف تاريخياً أن روسيا تنتهج سياسة "الفيل" الذي يمشي ببطء ولكن بثقة، مدمراً كل شيء يقف في طريقه ولا يتراجع حتى خطوة واحدة إلى الوراء. لا يبدو أن روسيا البوتينية يمكن أن تتخلى عن هذا النهج.

ٍ جميع الحقوق محفوظة لموقع سيريانديز سياسة © 2024