طلب الرئيس التّركي رجب طيب إردوغان، يوم السبت، لقاء نظيره الرّوسي فلاديمير بوتين، بعد تحذير روسيا على خلفية انتهاك طائرة حربية روسيّة المجال الجويّ التّركي، يوم الجمعة، في حين، دعا "حلف شمال الأطلسي" موسكو، إلى "الاحترام التّام" للمجال الجوّي التّركي.
وحذر الرئيس التركي روسيا من أنها ستواجه "عواقب" أي "اعمال غير مسؤولة" على غرار اختراقها مجدداً المجال الجوي التركي.
وقال في تصريحات صحافية في مطار اسطنبول: إن "على روسيا ان تتحمل العواقب اذا استمرت في مثل هذه الانتهاكات للحقوق السيادية لتركيا"، مضيفاً ان "مثل هذه الأعمال غير المسؤولة ليست في صالح روسيا ولا العلاقات بين الحلف الاطلسي وروسيا ولا السلام الاقليمي او الشامل".
ولفت إردوغان الانتباه الى أنه يريد لقاء نظيره الروسي، قائلاً قبل مغادرته اسطنبول اليوم في زيارة لأميركا اللاتينية: "أبلغت وزارة خارجيتنا بنقل رغبتي للقاء السيد بوتين شخصياً. لم نتلق ردا حتى الآن".
وأوضحت وزارة الخارجيّة التّركية، أنّ طائرة حربية روسيّة من طراز "سوخوي 34"، دخلت المجال الجوّي التّركي، يوم الجمعة، على الرّغم من تحذيرات أجهزة الرّادار.
واستدعت أنقرة السّفير الرّوسي إلى وزارة الخارجية، يوم الجمعة "للاحتجاج بشدة على الانتهاك وإدانته".
ودعت تركيا روسيا، إلى "التّصرف بمسوؤليّة"، محذّرة من أنّ "روسيا ستتحمّل كامل المسؤولية عن أي عواقب خطيرة غير مرغوب فيها لمثل هذا السّلوك غير المسؤول".
وردّت وزارة الدّفاع الرّوسية، على الاتهامات التركيّة، بأنّها "دعاية لا أساس لها".
وأوضح المتحدّث باسم وزارة الدّفاع الروسية ايغور كوناتشنكوف لوكالات الأنباء الروسية، أنّ "التّصريحات التّركية حول الانتهاك المزعوم لمجالها الجوّي من قبل طائرة سوخوي-34 روسية، هي دعاية لا أساس لها".
من جهته، دعا الأمين العام لـ"حلف شمال الأطلسي" ينس ستولتنبرغ، روسيا، يوم السّبت، إلى "الاحترام التّام" للمجال الجوّي التّركي، بعدما اتهمت أنقرة موسكو، بانتهاك أجوائها وحذّرتها من أي "تصرّف غير مسؤول".
ودعا ستولتنبرغ في بيان، روسيا إلى "التّصرف بمسؤولية والاحترام التّام للمجال الجوّي للحلف الأطلسي. وعلى روسيا اتخاذ جميع التّدابير اللازمة لضمان عم حدوث انتهاكات مماثلة مرّة أخرى".
وأضاف أنّ "حوادث سابقة أظهرت مدى خطورة مثل هذا السّلوك"، داعياً إلى "الهدوء وتهدئة التّصعيد"، وأبدى ترحيبه باتصالات بين أنقرة وموسكو.
وأكّد في الوقت نفسه، أنّ حلف شمال الأطلسي سيقف إلى جانب تركيا، ثاني أكبر قوة عسكريّة في الحلف بعد الولايات المتحدة، قائلاً: "إن حلف شمال الأطلسي متضامن مع تركيا ويدعم سلامة أراضي حليفتنا تركيا".
وذكّر ستولتنبرغ، بأنّ دول الحلف الـ 28 وافقت في كانون الأول الماضي، على المساعدة في دعم دفاعات تركيا بنشر طائرات "أواكس" للاستطلاع والإنذار المبكر، لكنّه أوضح أنّ هذا القرار كان قبل الحادثة.
وفي حادث مماثل في تشرين الثاني الماضي أسقطت تركيا طائرة حربية روسية كانت تنفذ طلعة فوق سوريا. وقالت أنقرة إنها انتهكت مجالها الجوي، ما فجر أزمة ديبلوماسية فرضت روسيا على إثرها عقوبات اقتصادية على تركيا.
وبدأت روسيا، حملة جويّة مكثّفة في أيلول، ضد الجماعات المسلحة في سوريا، والذين يقاتلون حكومة الرّئيس بشّار الأسد.

(أ ف ب، رويترز)