الثلاثاء 2016-03-22 07:14:41 حوار
السيد نصرالله: أي حرب على لبنان سنخوضها بلا سقف ولا خطوط حمراء
إعلام الكيان الإسرائيلي: تهديدات نصرالله لإسرائيل قفزة كبيرة

استبعد الأمين العام لحزب الله السيد حسن نصرالله أن تعمد إسرائيل إلى شن عدوان في المدى المنظور على لبنان، مشيراً إلى أن إسرائيل لا تقدم على حرب من دون موافقة أميركية. وقال: "أستبعد شن أي حرب إسرائيلية على لبنان لكن نُبقي احتمال أن يكون هناك حمقى".

 السيد نصرالله اعتبر أن أي حرب إسرائيلية على لبنان بمثابة مغامرة ونتائجها مجهولة بالنسبة للإسرائيليين والأميركيين، لافتاً إلى أن كلفة الحرب بالنسبة للإسرائيلي مهمة جداً.

 وأوضح أن الإسرائيليين يعرفون أن المقاومة تملك صواريخ فعالة يمكنها أن تصل إلى أي نقطة في فلسطين المحتلة، مؤكداً على أن تل أبيب تعرف أن كلفة الحرب على لبنان كبيرة وباهظة جداً وأكبر من أي جدوى.

وقال: "أي حرب على لبنان سنخوضها بلا سقف ولا حدود ولا خطوط حمراء".

 وتابع "من حقنا الطبيعي ان نضرب أي هدف في فلسطين المحتلة يمكن ان يردع العدو بما فيها المفاعلات النووية، من حقنا ان نضرب أي هدف إذا اعتدى الإسرائيلي على بلدنا"، مؤكداً على إمكانات المقاومة في ضرب أي هدف تريده في أي مكان في فلسطين المحتلة.

 وأكد على وجود قائمة كاملة من الأهداف في فلسطين المحتلة بما فيها المفاعلات النووية ومراكز الابحاث البيولوجية. وقال "لا نقدم ضمانات أمنية للعدو لكن نقول له بألا يعتدي". وقال "من حق المقاومة والجيش والشعب في لبنان امتلاك أي سلاح يمكّن البلاد من الدفاع عن نفسها، هناك معركة جهوزية وامنية مستمرة مع العدو ومن حقنا مواجهتها".

و أكّد السيد نصرالله على أن دخول حزب الله الى سوريا كان بالتنسيق الكامل مع القيادة السورية. ونفى أي خروج للحزب في الوقت الحاضر من سوريا ، وقال "وجودنا في سوريا يهدف الى المساهمة في منع سقوطها بيد داعش والتكفيريين ولحماية لبنان وفلسطين، سنكون حيث يجب أن يكون بمعزل عن الآخرين ومصيرنا ومصير السوريين واحد".

وشدّد على أن حزب الله وإيران وسوريا وروسيا في موقع واحد في سوريا. وقال إن القرار الروسي بالدخول إلى سوريا لم يكن مفاجئاً بل نوقش على مدى أشهر على أعلى المستويات وأن المقاومة كانت على اطلاع.

وعن دور حزب الله قال "نحن أطراف في التشاور من قبل الجانبين الإيراني والسوري". ووصف الانسحاب الروسي من سوريا بأنه جزئي "شبه كبير".

ورأى أن حجم الانجازات ضد التكفيريين في سوريا في الأشهر الأخيرة كان كبيراً ، وأن "ما يحتاجه الميدان في سوريا من قوة جوية روسية ما زال موجوداً في سوريا". 

وقال "أخذنا علما بالقرار الروسي بالانسحاب الجزئي من سوريا قبل الاعلان عنه". ورأى أن روسيا وإيران والقيادة السورية تريد حلاً سياسياً لكن الطرف الاخر كان يرفض. وأشار إلى أن الأميركيين أدركوا أنهم عجزوا وفشل حلفاؤهم في سوريا وأنهم باتوا يبحثون عن البديل في سوريا ولا سيما بعد اعترافهم بخطئهم في ليبيا، كما أنهم أدركوا أن البديل في سوريا بات داعش والنصرة، وأنهم باتوا يريدون حلاً سياسياً يخدم أهدافهم وأهداف حلفائهم وليس الشعب السوري

واعتبر أن الرئيس بشار الأسد لا يمثل شخصه بل يمثل تياراً عريضا في سوريا وحلفاؤه لن يقبلوا بحل ترحيله، وأكد على أن الحل السياسي في سوريا هو عبر الوصول إلى تسوية ما وليس عبر الإلغاء والاقصاء، وأن ما يطالب به الطرف الآخر برحيل الأسد هو خداع سياسي ويهدف لتحقيق ما فشل به في الميدان. وقال "لا يصح أن يُمليَ الخارج على سوريا الحل السياسي بل يجب تركه الى السوريين أنفسهم"، لافتاً إلى أن الاتراك يمكن ان يكونوا اكثر واقعية من السعوديين حيال شرط رحيل الرئيس الاسد.

و أوضح السيد نصرالله أن السعودية هي التي تعطّل بالدرجة الاولى اي حل سياسي في سوريا ومن ثم تركيا. وقال "النظام السعودي ربما يراهن على الانتخابات الاميركية لذا لا اتوقع تقدما في المسار السياسي".

 وفي ما يتعلق بقرار مجلس التعاون الخليجي بتصنيف حزب الله ارهابيا اعتبر نصرالله أنه قرار سعودي اولا و"الباقون يرضونها". وتابع "السعودية تملك سطوة المال والاعلام والفتوى والتكفير الديني والتكفيريين وتهدد بها من يعارضها، بعض دول مجلس التعاون الخليجي لم يكن بمناخ تصنيف الحزب ارهابيا لكنه ارضى السعودية، العراق لم يستطع المجاملة في قرار مجلس التعاون الخليجي لانه كان مستهدفا".

 وأضاف "من يعتبرنا حقيقة ارهابا هم آل سعود وليس السعودية"، مشيراً إلى أن النظام السعودي لديه تراكم في المواقف حيالنا له علاقة بالمشروع السعودي في المنطقة ولبنان. وأكد على أن هناك مشروعاً سعودياً بإلغاء المقاومة في لبنان و"لدينا معطيات بهذا الشأن".

 

وتابع السيد نصرالله  "النظام السعودي لا يريد حوارا لا مع ايران ولا مع سوريا ولا معنا لان موقعه ضعيف.. ندعو الى كل اشكال الحوار على امتداد العالم الاسلامي ولا نمانع بأي حوار وهذا هو المطلوب أصلا".

واضاف "على السعودية ان تبقي مشاكلها معنا ولا تسحبها على من لا علاقة لهم، ما يمارسه النظام السعودي حاليا لم تمارسه الجاهلية الجهلاء"، واشار إلى أن تحالفاته لم تقم على الاساس الديني او الفكري وانما كانت تحالفات سياسية.

في الطرف الاخر تابعت وسائل الإعلام جميعها في الكيان الإسرائيلي مقابلة السيد نصرالله بكل اهتمام ، وأشبعوها تحليلاً وتفصيلاً .

محلل الشؤون العربية في القناة الثانية الإسرائيلية ايهود يعري قال : "إن نصرالله في هذا الوقت لا يرتقي درجة في مستوى التهديدات تجاه إسرائيل، إنما قام بقفزة كاملة"، وأضاف "في هذه اللحظات بالذات قال نصرالله إنه في إسرائيل لا يوجد فقط خزانات أمونيا قرب حيفا في المصانع البتروكيماوية التي تستخدم الأمونيا، بل يوجد في إسرائيل عدة مفاعلات نووية ولدينا مخازن أسلحة نووية، ومنشآت تخزن نفايات نووية ومخازن رؤوس حربية نووية وما إلى ذلك".

ونقل يعري كلام السيد عن المنشآت الإسرائيلية التي يملك حزب الله لائحة كاملة بها وبمواقعها، وقال "في حال اندلاع حرب سوف نضرب هذه الأهداف بالصواريخ الدقيقة الموجودة لدينا".

وقال يعري إن "هذا يعني أنه لا يتحدث عن خزانات الأمونيا بل عن محاولة لضرب مواد نووية موجودة أو غير موجودة في إسرائيل، وقال إن لبنان سيدفع ثمناً للحرب لكن إسرائيل ستدفع ثمناً أكبر.

وختم يعري بالقول "نصرالله قال لنا إن إمكانية الحرب لا تبدو قريبة، لكنه ترك لنا التهديد لنفكر به".

من جهته قال موقع القناة الثانية الإسرائيلية إن نصرالله هدد إسرائيل بأنه لن يكون لدى حزب الله خطوط حمراء في أي حرب مقبلة مع إسرائيل.

ٍ جميع الحقوق محفوظة لموقع سيريانديز سياسة © 2024