الأربعاء 2016-12-14 12:45:56 المرصد
البحث ليلاً عن المسلحين .. المراسلون يلاحقونهم والمعلم يكشف سر المفاوضات

حلب ـ كامل صقر:

في بهو الفندق كان جميع مراسلي وسائل الاعلام مشغولين في تحديد الممر الجغرافي الذي سيخرج منه مقاتلو أحياء حلب الشرقية. الكل يُجري اتصالاته للحصول على معلومة تقوده نحو الهدفز خارج الفندق كانت مدينة حلب هادئة تحت أمطار خفيفة، غابت أصوات الرصاص والقذائف واستراحت المقاتلات والمروحيات الحربية ... وضعت الحرب أوزارها .. الكل يبحث الأن عن خروج المسلحين .
تناهى الينا أن حي الراموسة سيكون أخر الأحياء التي سيشاهدها مقاتلو حلب قبل مغادرتهم للمدينة التي استعصوا بداخلها منذ صيف العام 2012، تحت جسر الراموسة الشهير الواقع بالقرب من مجمع الكليات العسكرية والشاهد على أعنف المعارك التي عاشتها المدينة، وقف المراسلون والصحفيون ونصب المصورون كامراتهم، لا أحد تحت هذا الجسر سواهم، العتمة تسيطر على الموقف، وفي العمق مفاوضات حامية بين السلطات العسكرية السورية وممثلين عن المسلحين، الموقف ميدانياً محسوم بالمطلق لا هوامش يتحرك فيها المسلحون فالجيش السوري يفاوض من موقع المنتصر, القاء السلاح والخروج من شرقي حلب امر لا مفر منه.
التاسعة من مساء الثلاثاء عدنا ادراجنا الى مقر أقامتنا والسلة فارغة، الثالثة فجراً ترد أنباء من جديد عن احتمال خروج المسلحين عبر حي صلاح الدين إلى الراموسة ثم الى ريف إدلب ومن جديد ننطلق نحن المراسلون تحت جنح الظلام لعلنا نلقي القبض على لحظة خروج المسلحين, وهكذا حتى التاسعة صباحا لم يخرج اي منهم وحدها الباصات الخضراء كانت تؤنس وحدتنا الموحشة، فشِل الاتفاق برمته وعادت المعارك تسيطر على المشهد في حلب
يكشف مصدر سوري موثوق لـ "القدس العربي" أن وزير الخارجية وليد المعلم قال لعضوٍ في البرلمان السوري رداً على سؤال حول المفاوضات الجارية لإخراج المسلحين في شرقي حلب وتعثّر التوصل إلى اتفاق قال المعلم بالحرف: لن نسمح بخروج الإرهابيين من المكان المحشورين فيه بحلب إلا بثمن وأوله خروج الشرفاء المحاصرين في قريتي كفرية والفوعة وخاصة الأطفال والشيوخ والجرحى ... وإن غدا لناظره لقريب .

ٍ جميع الحقوق محفوظة لموقع سيريانديز سياسة © 2024