الإثنين 2015-05-18 13:48:38 شباب في السياسة
"ضريبة شعب النخبة "
"ضريبة شعب النخبة " هل يعجبك هواء الربيع اللطيف ؟! إذاً فهو هواء منعش وعليل لابد أن ثمنه كان رخيصاً حتى أعجبك ! نعم , هذه ضريبة الهواء وبما انك دفعت ضريبة " بسط وسرور" للاستمتاع بهواء الربيع إذا أهلا بك في مدينتي ... أنا خلقت شعبا ... شعب حر يدفع ضريبة حريته , شعب سعيد يدفع ضريبة سعادته , شعب آمن يدفع ضريبة أمنه , شعب صبور يدفع ضريبة على صبره , شعب مستقل في أي قرار يتخذه على أن يدفع ضريبة اتخاذه لهذا القرار وذلك على النحو الآتي :  ضريبة السعادة " بسط وسرور " : فليكن النقاش الآن على نحو منطقي قليلا , وواضح أن عالمنا الحالي أو الواقع أو حيثما نحن الآن غذا ذهبت مثلا كمواطن لتبتاع شيئاً من أي محال جاري على سبيل الغذاء أو أي شيء من حاجات البقاء الطبيعية كإطفاء العطش او إطفاء الجوع هذه ليست بسعادة فأنت تحافظ على بقائك كإنسان عادي فهذه أيضا تدعى بضريبة " حفظ البقاء " إنما إذا تطورت حاجاتك لبث السعادة في روحك وإن كنت مثلا من الناس الذين يحبون الخمر أو التدخين ربما هذا يبعث في روحك السعادة كما ذكرت , إذاً فعليك أن تدفع عليه ضريبة سعادة فأنت بالمقابل تشتريه بالنقود ولكن هذا بالواقع العام ... إنما في مدينتي الوضع مغاير وأكثر وضوحاً فأنت تدفع ضريبة سعادة وتأخذ ما تريد حسب الآتي : يذهب س من الناس لشراء حلوى مثلا ... فإن س يدفع ما يسمى ضريبة السعادة قبل دخوله المتجر ثم يدخل ويأخذ ما تيسر له من الحلوى حد الإشباع أو على قدر طاقته مثلا ..! وتشمل ضريبة السعادة الذهب إلى المقاهي والمطاعم وهذا النوع من الضرائب موجود بشكل مستتر في عالمنا الحالي ... إنما في مدينتي فهو أكثر وضوحاً أيضأ فالسعادة البسيطة لدى العامة تشمل ايضا الذهاب إلى مدن الملاهي والمراقص والحانات وحتى ركوب الدراجات أو السيارات من اجل المتعة أو على سبيل الاستجمام على الشواطئ وهكذا دواليك على كل ما يسعد الانسان .  ضريبة صحة : في عالمنا الواقعي إذا تعرض أحد المواطنين الموظفين لدى الدولة إلى وعكة صحية نالت من جهازه الوعائي وتضرر قلبه فهو يذهب مباشرة إلى طبيب القلبية إنما هذا المواطن الموظف لا يدفع أجور الطبيب كبقية المواطنين بل يدفعهما بموجب ما يسمى دفتر الصحة ( الإحالة الطبية ) إذا فالمواطن الموظف سيسدد للطبيب أجره من خزينة الدولة لكن إن كانت الدولة تدفع لطبيب العصبية ولا تدفع لطبيب القلبية أو بمعنى آخر إن كان طبيب القلبية هذا غير متعاقد مع قطاعات الدولة فسيتخذ الوضع منحى آخر ألا وهو أن الدولة في هذه الحالة ألقت بفضلها على المواطن عن طريق دفتر الصحة لكنها لم تفيده واقعيا ! وبصورة أخرىإن كان الطبيب المتعاقد غير محترف في مهنته على عكس الطبيب غير المتعاقد فهذا أيضاً يتبع لنفس الفكرة السابقة بأن الدولة منت على المواطنين بغير ذي فائدة لذلك نرى في عالمنا الحالي أن الطبيب غير المحترف غالبا ما بتعاقد مع الدولة كي يأمن لقمة عيشه .... أما في مدينتي سيتبع النظام الصحي المنهج الآتي : ستدفع الدولة لجميع الأطباء بحيث يدفع المواطن ضريبة صحة لخزينة الدولة لقاء استطبابه عند أي طبيب...فقط !  ضريبة الأمن : في واقعنا الحالي وما لا يمكن رفضه أو نفيه هو أننا نعيش في حالة حرب وأن هناك ملايين الجيوش والمهووسين والقتلة المأجورين منهم والمجانين يهددون أمننا وحياتنا... أليس كذلك ؟؟ وهذا يحدث على تتالي العصور ولا يقتصر فقط على واقعنا الراهن إذاً فمهما بذلت الدولة من مساعي لتأمين الأمن والامان فنحن لسنا آمنين بالشكل المطلق ... في إحدى القصص الخيالية حدث ذات مرة أنه ولد طفل يحتوي جسده على شتى أنواع الأمراض وكان على والديه كي يحفظا بقائه أن يضعاه ضمن فقاعة زجاجية تمنع عنه المؤثرات الخارجية المضرة بأمنه وصحته وكانت هذه الفقاعة مزودة بأنابيب للأوكسجين والغذاء وجميع ما يحتاجه ليبقى على قيد الحياة وعاش طفل الفقاعة ضمن فقاعة لاثني عشر عاما خرج بعدها من أقوى البنى الجسدية على الأرض وأصبح فيما بعد محاربا مقداما لا يخترق جسده شيئا... بالرغم من أسطورية هذه القصة إنما هي تعبر عن كوكبي بطريقة ما ألا وهي أن نطاق أمننا من اكتفائنا الذاتي وبساطة كوكبنا بالطريقة الأتية : إن أراد احد ان يخترق نظامنا الجوي على سبيل المثال فليخترقه إنما عليه اولا أن يدفع ضريبة شروع بالحرب فإن دفع ضريبته المذكورة يجعله معتد بصورة رسمية وإن أبى أن يدفع فهو لن يستطيع اختراقنا لأننا سنكون ضمن نوع من انواع الفقاعات المصممة لعدم الاختراق الجوي كمثال على ذلك ( مجال القبة الكهرطيسي الذي نفذته إسرائيل في مجالها ) وكذلك الأمر بالنسبة للمجالين البري والبحري ... وبما أنني أضمن تحقيق اكتفائنا الذاتي الغذائي والاقتصادي فأنني على يقين بأنني احقق معادلة الأمن المطلق ...  ضريبة الثورة : ألن يحتج شعب يعيش في مثل هذه الظروف التي فرضتها سابقا على مثل هذه الترهات ؟! بالطبع سيحتج وسيقوم بإشعال ثورة وسيدفع ضريبتها أيضاً , مهما حاول هذا الشعب ان يقوم بإسقاط هذه الهيكلية التي قمت بصنعها فهو لن يستطيع إسقاطها بسبب الضرائب التي ستفرض عليه طبعا إلا بالقضاء على المسبب الرئيسي أي " أنا " كمؤسس لهذا الكوكب ... هنا تكمن أعمق حبكة حيث سيثور جميع من لم يرضيه هذا الوضع ويطرد خارج الكوكب ليعود ويعيش مع باقي الفصائل السطحية خارج نطاقنا إن لم يستطيع قتلي وبالطبع لن يستطيع لأن ضريبة قتلي غالية ...وبالتالي لن يبقى سوى النخبة التي قد أغزو بجسارتهم وقدرة تحملهم وعمقهم الفكري العالم الارضي بأسره حيث أن كل شخص سيكون سلطة وحاكم بكيانه المستقل ... في ختام ما ورد من أفكار هذه بالنهاية ليست سوى مقالة بسيطة ناقدة إلى حد ما تعبر عن تأسيس لفكر جديد يقوم على مجتمع زاخم بالصفوة والنخبة من الناس وبالطبع هذه أيضا ليست سوى رؤوس أقلام لنقاش يطول فيما بعد ...
ٍ جميع الحقوق محفوظة لموقع سيريانديز سياسة © 2024