الثلاثاء 2015-06-23 14:36:19 تحليل سياسي
لكم وحدكم .... تنحني الهامات

يُعَدُّ الجيش في أي بلد البنيان الأساسي لوجوده واستمراره فهو الحصن المنيع والسياج المتين الذي يحمي الأرض والشعب والسيادة من أي خطر يتهدده، داخلياً كان أم خارجياً. والجيش العربي السوري واحد من الجيوش القوية التي أثبت جدارته وفاعليته على أرض الواقع وخاصة خلال الأزمة والحرب التي تمر بها سورية، وتجلى ذلك من خلال امتلاكه الشجاعة في المواجهات وتحليه بالعقيدة السامية التي ترسخت في فكره ووجدانه، وقد برز في صفوفه رجال أشداء كان لكل منهم ملحمة بطولية رجال امتهنوا فنون الحرب وتكيفوا معها فحافظوا على السيادة وهانت عليهم الشهادة ونجحوا في القيادة، فسقوا الأرض دماء فروتهم السماء ماء زلالاً، وآثروا الموت على الحياة الدنيا ليبقى الوطن شامخاً وليحيا شعبهم حياة العزة والكرامة ، مؤمنين بأن الحق لن يموت ولا بد أن يعود، والباطل لن يدوم ولسوف يزول، وأن هذه الحرب هي حرب وجود فإما أن نكون أولا نكون.

الجيش العربي السوري جيش عقائدي تربى على حب الوطن الأبي وتعطر من ترابه الندي. دافع فأبدع وهاجم فأوجع وتوعد فأسمع، تحدَّى العالم بصموده واكتسب ثقة ومحبة الناس بصدقه بوعوده، لقد بات أسطورة سيسجلها التاريخ كلمات وصورة، فهو نبض هذا البلد ولن يثنيه عن عزمه أحد.

لقد خاض الجيش السوري معارك ضارية في كل المحافظات وفي أصعب الظروف وواجه أشرس الجماعات الإرهابية تطرفاً وأشدها وحشية وحقداً فلم يخش كثرتهم ولا أسلحتهم ولا عتادهم ولا داعميهم، واعتاد على أنماط الحروب جميعها، وحقق إنجازات كثيرة على الأرض وقام بعمليات نوعية وسطر ملاحم عظيمة فكبد العصابات الإرهابية خسائر فادحة. لقد أضحى تلك المعادلة الصعبة التي عجز الأعداء عن فك رموزها على الرغم من كل المحاولات التي بذلت والرهانات التي وضعت والخيانات التي حصلت والجواسيس التي زرعت والانقسامات التي برزت، ولا أدل على ذلك من استمراره في محاربة الإرهاب بروح مفعمة بالحيوية والنشاط.

لقد تآمر الأعراب والأغراب على أن يشوهوا صورته بالكذب والافتراء وأن يحرفوه عن مساره بالادعاء وأن يكسروا إرادته بسفك الدماء وأن يفرقوا بين صفوفه بالفتنة العمياء، ساعدهم في ذلك أبواق وآلات إعلامية ضخمة أُنفقت عليها أموال طائلة لتختلق الأحداث وتهوِّل الأفعال وتحرِّف الأقوال، فما زادته هذه الأمور إلا صلابةً وعنفواناً ومنعةً ، فقدم المزيد من الشهداء والتحق بصفوفه الأوفياء ونال من الشعب كل الولاء.

واليوم وقد آن الأوان أن يرتدي الشعب بلا استثناء زي الإباء وأن ينـزل إلى ساحات القتال فعدونا واحد ومصيرنا واحد، والكل في دائرة الاستهداف ما لم نسارع ونحقق الأهداف، فالأوطان تقاس بأولئك الرجال الذين سيرسمون حدودها ومعالمها بأقلام من النار.

وبالنظر إلى التضحيات الكبيرة والإنجازات العظيمة التي يحققها الجيش العربي السوري في مكافحة الإرهاب ودحر العدوان ومع عدم الإنكار لما تقدمه الدولة، فإنه يتوجب عليها أيضاً أن تولي هذا القطاع المزيد من الاهتمام والرعاية، بشكل يتناسب مع المهمة الوطنية التي يقوموا بها، ولو على حساب القطاعات الأخرى، وأن تكون لهم ولأسرهم الأوليات في مختلف المجالات التعليمية والصحية والاجتماعية وفي تأمين الوظائف وغيرها، وأن تخصص لهم مبالغ نقدية شهرية من ريع المؤسسات الإنتاجية الحكومية وأن تساهم فيها أيضاً المؤسسات الخاصة أو الجهات الأخرى من خلال الدعوات والبرامج والخطط، حتى يتمكنوا من الاستمرار والعيش باكتفاء في هذه الحياة في ظل الظروف القاسية التي تمر بها الدولة.

فيا أيها الأبطال ...... : الشرفاء منكم، والشهداء، وكل من ساندكم بالأقوال والأفعال أو بأي شكل من الأشكال. لكم وحدكم تنحني الهامات وعلى أيديكم الخضراء ستُرفع الرايات وتنجلي الظلمات وتحُصد الثمرات بكم يُستذكر الماضي المجيد ليشرق الحاضر العتيد ويُبعَثُ الأمل بالمستقبل من جديد، أنتم أشجار السنديان وزهر البيلسان، أنتم الأسياد وزينة الأعياد، لكم منا أجل الاحترام وأعبق الكلام ومن أهل السماء عليكم ألف ألف سلام.

ٍ جميع الحقوق محفوظة لموقع سيريانديز سياسة © 2024