الإثنين 2015-05-18 14:06:19 شباب في السياسة
أسئلة كبرى
الوطن العربي وما أوصلنا إلى ما نشاهده الآن هو ارتباط المؤسسة العسكرية بالسلطة مع عدم إغفال نظريات المؤامرة لكن دون تهويل أو تضخيم ,أياً كانت أنظمة الدول العربية ملكية كانت أم جمهورية ,إمارات أو أقطار ,تجد فيها الملك أو الأمير أو الرئيس هو القائد الأعلى للجيش ,لماذا؟ هل لأنه هو الكيان الوحيد الذي يثبت سلطته وملّكه؟ مع العلم أن القلائل من الدول التي يتدرج فيها شخص الملك في مؤسسة الجيش ليصل فيها إلى رتبة القائد الأعلى للجيش. إن فصل المؤسسة العسكرية عن السلطة كثيراً ما تحمي الدولة ومؤسساتها من عبث العابثين ,وتكون الجامع لكل الشعب ,وعدم دخول هذه المؤسسة المجال السياسي يقلل من احتمالية انهيار جسد الدولة إلى حد كبير ,حتى أن الولاءات والانتماءات تكون للوطن لا للسلطة , من مساوئ ما نراه اليوم هو شخصية السلطة وجر المؤسسات العسكرية إلى نزاعات سياسية لا تحمد عقابها. لا يجب أن يكون في أي مؤسسة عسكرية في العالم انتماءات سياسية وولاءات شخصية فالمكون الأساسي لهذا الكيان هو الشعب والولاء الوحيد هو الوطن . استقلالية هذه المؤسسة في الدولة كمثيل لها من المؤسسات على اختلاف اهمياتهم على جميع الأصعدة من مركز القرار إلى أخر فرد فيها. لا سلطة على هذه المؤسسة لأن رافدي هذه المؤسسة هم الشعب ويستحيل أن تنهار إذا كانوا من الشعب وإلى الوطن. كيف لنا أن نعول على عدم انهيار المؤسسة في ظل انتماءات عشائرية ..مناطقية ..طائفية ..مذهبية وحزبية التي لم نتخلص منها كعرب حتى الآن؟ تجريد المنتسبين إلى هذه المؤسسة من أي انتماء أياً كان غير انتمائهم للوطن وتثقيفه لتخليصه من أية شوائب قد يكون قد تلقاها بقصد أو دون قصد من بيئته ,فإننا من بيئات مختلفة وأصبح جلياً أننا أصبحنا أرض خصبة لأي فكرة أياً كانت اتجاهاتها وأهدافها . من المواد التي كنت أحبها في مدرستي هي مادة التربية العسكرية مع أني في ذلك الوقت كنت أتساءل لماذا توضع هكذا مواد في منهاجنا الدراسي ؟ هذه أحد أهم أسباب التثقيف التي يجب أن نغيرها على الأقل في تلك المؤسسة ..
ٍ جميع الحقوق محفوظة لموقع سيريانديز سياسة © 2024