الثلاثاء 2015-05-19 01:18:04 شباب في السياسة
الإرهاب .. والإسلام!
إن تاريخ العمل الإرهابي يعود إلى ثقافة الإنسان بحب السيطرة وزجر الناس وتخويفهم بغية الحصول على مبتغاه بشكل يتعارض مع المفاهيم الاجتماعية الثابتة ، ولقد لازمت هذه الظاهرة الحياة الإنسانية منذ فجر التاريخ متمثلة بقاعدة البقاء للأصلح ، ثم تطورت في عصرنا لتكون ظاهرة متعددة الفروع ، بديلة الحروب التقليدية تستفيد من التقدم العلمي وثورة الاتصال والإعلام والمعرفة ، لكي تصبح قوة فعالة في الصراع السياسي . والإرهاب لم يقتصر على جماعة معينة أو منطقة معينة من العالم ، بل هو ظاهرة عامة نابعة من ذات الإنسان .وقد بدأ العنف منذ عصر إنسان الكهف واستمر ولايزال في عصر التكنولوجيا من خلال ممارسات الأفراد والأسر والعشائر والأمم والدول .كما لم يقتصر ( العنف ) الإرهاب على شعب من ديانة معينة ، بل امتد إلى شعوب من مختلف الأديان اليهودية والمسيحية والإسلام وغيرها .ولكن للأسف .. ما أن تُذكر كلمة " إرهاب " يتسارع إلى أذهان الناس صورة رجل عظيم اللحية ، قصير الثوب ، مقطب الجبين ، وهو بلا شك عربي مسلم .فارتبط الإرهاب بشكل عام بهذا الدين وأهله وخرجت باقي الأديان والأمم من هذه التهمة .والجدير بالإشارة أن العنف السياسي المستند إلى الدين ليس مقصورا على الإسلام ، بل استعان به أتباع المسيحية والهندوسية واليهودية والبوذية ، واستخدمه الذين يقفون ضد الدولة ، كما استخدمته الدولة بدورها ضدهم .ففي الهند مثلاً تقوم مذابح ضد المسلمين يقوم بها أتباع الهندوسية بوسائل الدولة ، كما أن اسرائل غارقة حتى أذنيها في الإسناد الديني لإرهابها الذي قامت عليه الدولية ، قال باروخ جولد شتاين ( يهودي قاد مذبحة الحرم الإبراهيمي في مدينة الخليل الفلسطينية عام 1994 ) : إنه انصاع لأوامر الله حينما قتل 29 فلسطينينياً في الحرم الإبراهيمي .وفي إيرلندا استعان بالدين كل من البروتستانت والكاثوليك تبريراً لإرهابهم .وقد استخدم حكام الرومان العنف ومصادرة الممتلكات والإعدام كوسائل لإخضاع المعارضين لحكمهم .ثم جاءت الحروب الصليبية التي لم يشهد التاريخ كعدوانيتها ، ومع ذلك كانت تلك العدوانية مقبولة من ثقافة الغرب .وهناك محاكم التفتيش التي قام بها الإسبان ضد الأقليات الدينية والمسلمين . فلإسلام ليس ديناً يدفع إلى ممارسة العنف ضد الآخر ، لأنه دين قائم على الحكمة والموعظة الحسنة . فإن من يلجأ إلى العنف وباسم الدين الإسلامي هم المسلمون الذين تكونت لديهم مصالح طبقية تدفهم إلى استغلال الدين كأيديولوجية لحماية تلك المصالح ، حتى ولو أدى الأمر إلى إرهاب الآخر ، واستغلال الدين هو الذي يدفع المسلمين إلى اتخاذ مظاهر معينة تجعل الآخر يعتقد أن ما هو عليه هو الإسلام ، والواقع ليس كذلك .المؤدلجون للدين الإسلامي الساعون إلى تحقيق مصالح طبقية هي التي تقف وراء كل أشكال العنف الدموي التي تُمارس باسم الدين الإسلامي . أما الدين الإسلامي في حد ذاته فهو بريء من تلك الأدلجة .فالخلط الذي يقع فيه الكثير من الناس يكمن في كونهم لا يميزون بين الإسلام الحقيقي وبين الإسلام المؤدلج .ففي بداية الأمر يجب أن يحضر في ممارسة المسلمين هو التمييز بين الإسلام الحقيقي والإسلام المؤدلج ، حتى يتبينوا أن الإسلام الحقيقي لا علاقة له بالإرهاب . وأخيراً ، الإرهاب ليس إلا مسألة سياسية تتستر بالدين .ولقد تم ربط ثور الإرهاب بهلال الإسلام كما سبق ربطه بصليب المسيحية .فالعلاقة بين الإسلام والإرهاب هي علاقة تناقض . والأنكى من ذلك أن يرتكز العنف والإرهاب على أصوليات دينية ونصوص مقدس .
ٍ جميع الحقوق محفوظة لموقع سيريانديز سياسة © 2024