الأربعاء 2015-06-30 18:29:59 رأي
أردوغان يخطط للحرب في سورية بالمقلوب – الياسمينة الزرقاء5

تستمر واشنطن عبر حلفائها وأدواتها بالتلويح بخيار السير في تقسيم سورية, والجديد هو حشود عسكرية تركيا لناحية حلب وإدلب بحجة منع إقامة دولة كردية في الحسكة والقامشلي شمال شرق سورية, أي الحرب بالمقلوب وذلك تنفيذاً لمشروع الشرق الأوسط الجديد, حيث أن أردوغان وافق على تقسيم تركيا ضمن المشروع الأمريكي وقد كتبت عن هذا الأمر قبل سنوات, وقد وعد الأمريكيين أردوغان بالحصول على حلب وإدلب من سورية مقابل التخلي عن جنوب تركيا لإقامة دولة كردية يرحل إليها أكراد سورية والعراق عبر الحروب التي سيشنها الوهابيين في الدويلة الوهابية المزمع إنشائها في شمال العراق والجزيرة السورية.

فيما تستمر واشنطن عبر رمي الأسلحة لتنظيم داعش من جهة وتأمين غطاء جوي لمقاتلي الحماية الكردية من هجمات داعش بمحاولة وضع اليد على القرار السياسي الكردي في الشمال السوري بكشف الهدف الحقيقي من الغارات الأمريكية في سورية, في حين يقوم كيان الإحتلال الصهيوني بذات الشيء في الجنوب حيث يمول جبهة النصرة بالأسلحة الإسرائيلية لمهاجمة السويداء ويعالج جرحى الإرهابيين وبذات الوقت يلوح بحماية السويداء محاولاً خلق قيادات سياسية توالي المشروع الأمريكي, لكن حتى الساعه كل ما تقوم به واشنطن وتل أبيب يرتد عكسياً ليس فقط على المشروع الأمريكي بل يرتد كذلك على المجموعات الإرهابية التي تقاتل في الداخل السوري, وما الهزيمة التي منيت بها العصابات المسلحة والخسائر الفادحة التي تكبدتها تلك العصابات في مطار الثعلة مثال على الفشل الصهيوأمريكي في الداخل السوري, ولكن يبقى السؤال لماذا المسؤولين الأتراك عادوا للتلويح بالحرب على سورية رغم أنهم يعلمون تماماً وعن تجربة سابقة أن الأمريكي سيتراجع تماماً عندما تصل الإمور الى الحرب الكبرى.

فيما يتسائل مراقبون هل التلويح بالحرب على سورية تمهيد لنشر قوات جديدة للناتو في تركيا, وخصوصا أن نشر الباتريوت في تركيا سابقاً بعد تباكي أردوغان للناتو والتعبير عن قلقه من قيام الجيش السوري بقصف تركيا سبقه حشود عسكرية هائلة على الحدود السورية والتلويح بإحتلال أراضي سورية, حيث أن التجارب السابق أكدت أن كل تهديد لأردوغان بالحرب على سورية يتلوه تباكي للناتو لنشر قوات أطلسية في تركيا.

وللمفارقة يقوم كيان الإحتلال الصهيوني بتسريب معلومات عن توقيع هدنة طويلة الأمد قد تصل الى ست سنوات مع حركة حماس, وكذلك للمفارقة أن تسريب هذه المعلومات هدفه التهويل بحرب على لبنان وسورية مع ضمان هدوء جبهة الجنوب الفلسطيني المحتل أبان هذه الحرب وكأن حماس هي حركة المقاومة الوحيدة في غزة, وكأن التهويل بالحرب سيخيف شعوب المنطقة التي لم تخاف من الحروب نفسها, وأما المفارقة الأكبر هو أن هذه التهويلات بالحرب وبالتقسيم تتزامن مع إقتراب التوقيع ,على الإتفاق النووي مع طهران, ومن هنا السؤال الأكبر الذي يجيب على كل هذه التهويلات لماذا تتفاوض واشنطن على الملف النووي الإيراني إذا كانت قادرة على الحرب, في وقت يجب أن تخشى واشنطن من هذه الحرب ومن الحروب القادمة وبشكل خاص في ساحات القتال في سورية وعلى صعيد المفاجئات القادمة في اليمن, فما سيأتي أكبر بكثير منذ الذي ذهب والإنتصارات القادمة سيدفع ثمنها داعموا العصابات الإرهابية في سورية هزيمة كبرى أكبر من هزيمتهم أبان دعم العدوان على لبنان.

ٍ جميع الحقوق محفوظة لموقع سيريانديز سياسة © 2024