السبت 2015-08-22 02:47:32 رأي
منطقة عازلة.. بنفي أمريكي.. ورفض روسي..!

تسعى تركيا والولايات المتحدة إلى التحرك العسكري داخل سورية ، الأولى بحجة إنشاء (منطقة عازلة ) ، و الثانية بهدف التخلص من وحشها الداعشي بعد أن فقدت السيطرة عليه ، خطوة "أوغلوية " وقحة ، لن تسمح بها روسيا ، و إدعاء تركيا حرصها على اللاجئين السوريين ، أقرب إلى الخيال منه إلى الواقع ، لأن تركيا هي تركيا ذات التاريخ الطويل و الحافل بالمجازر و اضطهاد الأقليات . المتحدث باسم وزارة الخارجية الأمريكية "مارك تونر" نفى وجود أي اتفاق مع الجانب التركي لإنشاء "المنطقة الآمنة" كما يروق للأتراك تسميتها ، إلا أن "أوغلو" رغم نفي واشنطن أكد أن المنطقة ستكون جاهزة في القريب العاجل ، وسيشرف "الجيش الحر" على حمايتها. لدينا مشكلة جوهرية هنا ، هي ، أنه لا يوجد (جيش حر) شمال سورية ، بل "حركة أحرار الشام" و "جبهة النصرة" و توابعهما من التنظيمات الإرهابية المدعومة مباشرة من قبل المخابرات التركية ، و السعودية و القطرية ، لتحل هذه الميليشيات مكان ما عرف سابقاً " الجيش الحر " و تصبح (مارد الفانوس) الذي يحقق أمنيات حكام تلك الدول في إسقاط نظام الرئيس بشار الأسد ، و تدمير سورية و جيشها الذي كان إلى وقت قريب من أقوى الجيوش العربية ، طبعاً بالتعاقد مع الأمريكيين و بمباركتهم . هذه الخطوة العدوانية الجديدة ،كما يرى مراقبون ، جاءت نتيجة اليأس و الإفلاس من تغير الموقف الروسي تجاه سورية ،و تباعد الرؤى بين موسكو والرياض ، ما حال دون التوصل إلى صيغة تفاهم مشتركة بين الطرفين ، و اتسام العلاقات الروسية _ السعودية ، و الإيرانية _ السعودية ، و الإيرانية _ التركية ، بالفتور ، على عكس العلاقات الروسية _ الإيرانية ، التي ازدادت رسوخاً و متانة ، لاسيما بعد لقاء "لافروف _ ظريف " و تأكيدهما خلال مؤتمر صحفي ، على زيادة التعاون المشترك بين البلدين خاصة عسكرياً ، و توحيد الصف لإيجاد مخرج سياسي للحرب على سورية ، يقال : ( لم نستطع التأكد من المعلومة ) أنه بعد عودة " الجبير " من موسكو ، أوقفت السعودية دعمها المادي و العسكري لتنظيم " داعش " الإرهابي في كل من العراق وسورية ، و تخلت عن التنظيم لصالح إسرائيل و الولايات المتحدة و تركيا . لنكن أكثر شفافية يا أصدقاء ، ألا تجري الحرب على الأراضي السورية ؟ ، أليس للجيش السوري الحق في الدفاع عن أرضه و عرضه ، و قصف الإرهابيين بحرية ، أينما وجدوا ، على كامل الأرض السورية ؟ إذاً أي محاولة من قبل تركيا للحد من عمليات الجيش السوري داخل أراضيه ، يعد اعتداءاً سافراً ، و تدخلاً غير شرعي في شؤون الدول ، بما في ذلك إنشاء منطقة عازلة ، يضمن أردوغان من خلالها ، الإستمرار في نهب سورية ، ليس فقط نفطاً و آثاراً ، بل أيضاً العشرات من مصانع حلب ، عصب الإقتصاد السوري و قوته ، فضلاً عن ارتكاب تركيا جرائم حرب بحق السوريين ، لن تمر بدون محاسبة ، حسبما صرح به وزير العدل السوري "نجم حمد الأحمد " عن إنشاء فريق عمل من أكفأ قضاة و محامي سورية ، للبحث عن أدلة دامغة ، تثبت تورط حكومة أردوغان بالإتجار بالبشر و بيع أعضاء المختطفين السوريين ( وهذا ما نشاهده يومياً في فيديوهات مصورة على اليوتوب ) ، و هناك تقارير موثقة من قبل بعض المسيحيين السوريين المختطفين من قبل عصابات أردوغان ، بأنهم محتجزين في معسكرات اعتقال ، و لا يحصلون على الرعاية ، و السبب رفضهم الإنضمام إلى صفوف التنظيمات الإرهابية ، لذلك تسعى سورية إلى مطالبة النيابة الجنائية الدولية في التحقيق بما سبق و محاكمة المسؤولين محاكمة عادلة . تقارير إعلامية أيضاً ، و من الداخل التركي هذه المرة ، ذكرت تورط بعض المنظمات غير الحكومية المعنية بشؤون اللاجئين ، في دعم " جبهة النصرة " لوجيستياً ، و إدخال شاحنات تحوي غاز السارين ، و إيصالها للنصرة في سورية ، و هذا ما أكدته وزارة الدفاع السورية ، أفلا تعتقدون بعد كل هذا أيها الأعزاء القراء ، أن سورية محتلة من قبل تركيا ؟ توالي هذه التصريحات التركية النارية ، أثارت غضب قيصر الكرملين " فلاديمير بوتين" ، ما دفعه إلى استدعاء السفير التركي لدى روسيا الإتحادية ، و إبلاغه رفضه للتحركات العسكرية التركية المعلنة ضد سورية ، بلهجة وصفت بالغاضبة و الحازمة حسب وسائل إعلام روسية ، علّ و عسى أن يصل فحوى الرسالة المبطنة إلى السلطان العثماني الجديد ، و يدرك أن من يلعب مع الروس بالنار سيحرق أصابعه .

ٍ جميع الحقوق محفوظة لموقع سيريانديز سياسة © 2024