كثيراً ما نسمع كلمات مولاة ..معارضة ..رمادي في أزمتنا الحالية ,لكن هل فكرنا ولو للحظات أن نعلم ما ماهية تلك الكلمات أو معناها لأن اللفظ الذي أصبحنا نقع فيه ,هل لأنها مصطلحات جديدة في قاموسنا يجب أن نقف عنده قليلاً . إذا كنت مولياً فأنت تحب شخص الرئيس بغض النظر عن النظام المؤسساتي الذي يعمل به وأنه هو رأس ذلك الهرم المؤسساتي ,وإذا كنت معارضاً فإنك ضد شخص ذلك الرئيس أيضاً ,أما إذا كنت رمادياً فأنت لست أبيضاً ولا أسود. في معظم بلدان العالم وخاصة المتطورة إن مفهوم موالي للنظام أو حزب أو تكتل سياسي ليس بالضرورة أن يحب شخص رئيس ذلك الحزب أو التكتل ,وإنما هو يؤمن ببرنامج سياسي واتجاهات ذلك الحزب أو التكتل ,وإذا كنت معارضاً فأنت تؤمن ببرنامج سياسي مختلف واتجاهات مختلفة ,وكلٌ لديه تحفظات على عمل الآخر , لكن ليس من الضرورة أن يكره كل منهم الآخر ,أن تكون مواليا لا يجب أن تشخص محبتك احزب أو تكتل في مركز السلطة ,لا يعني أنه أنت فقط من يحب البلد , أن تكون موالياً لا يعني أن الوطن فقط هو لك. أن تكون موالياً لا يعني أن المعارض خائن للوطن , وأن تكون معارضاً لا يبيح لك أن تتعامل مع أعداء بديهيين للوطن. أن تكون معارضاً لا يتيح لك تدمير مؤسسات الدولة لانتزاع السلطة. أن تكون معارضاً لا يعني أنك المخلص المنزل للشعب. أن تكون معارضاً لا يعني أنك دائماً على حق. أن تكون معارضاً لا يعني أن تكره الموالي ولا يعني أنك عدو له اجتماعياً وإنما هو خصم سياسي. أن تكون معارضاً لا يتيح لك حمل السلاح. أن تكون موالياً لا يعني أن السلطة خلقت لك. أن تكون موالياً وأنت في موقع السلطة يجب أن يعطيك حافزاً لـتقديم الأفضل في موقعك لا استغلاله ,أما إذا كنت معارضاً فيجب أن تأخذ دور المرقب والمقوم لا المحاسب والمخرب. مع الأسف إلى حد الآن لم نتعلم تقبل الآخر ,أين هي ثقافة عدم الإقصاء واحترام الأراء؟