في وثائقي عرضته قناة الإخبارية السورية بعنوان "ذلك الخريف" والتي رصدت به موجة الربيع العربي التي اجتاحت البلاد العربية وأطاحت بغالبية الأنظمة القائمة لتحقق -بين قوسين - حرية الشعوب ومطالبها بالعدالة والديمقراطية, ذلك الوثائقي سلط الضوء على محرك الشعوب العربية للثورة السلمية التي انطلقت شرارتها من تونس ثم ليبيا ثم مصر وحركة (6ابريل) وصولا إلى سوريا حيث انتقلت من كفاح سلمي الى كفاح مسلح أو إرهاب!! .. ذلك المحرك هو ما يعرف باسم (منظمة اوتبو). ماهي هذه المنظمة ما أهدافها ؟ ماهي مبادئها ؟من هم مموليها ومؤسسيها؟ الاوتبور تعني " المقاومة السلمية " هي حركة قام بها الشباب في صربيا تتخذ من الكفاح غير العنيف استراتيجية لها - قامت هذه الحركة في صربيا عام 1998 لإسقاط نظام الديكتاتور سلوبودان مليسوفيتش وقد نجحت في هذا عام 2000 وبعد النجاح الذي حققته تم تطويرها إلى مركز لدراسات اللاعنف يصدر التجربة للدول المراد تغير انظمتها السياسية في العالم وسميَّ ب "كانفاس" CANVAS : Center for Applied Nonviolent Action and Strategies - تزعم حركة الاوتبور بأنها لم تتلقى أي دعم وتمويل خارجي ولكن الحقيقة أنه قد تم دعمها وتمويلها من منظمة التعاون الأوربية والأمم المتحدة UN ومنظمة حقوقية تدعى Humanity inaction - ويعتبر سيرغي بوبوفيتش وسلوبودان جينوفيتش هما مؤسسا هذه الحركة ومالكا معهد كانفاس لتدريس طرق النضال السلمي وقد اتخذا من أيقونة " قبضة اليد " شعاراً للمنظمة وهي تشير إلى نظام يسمى قوة الشعب أي أن يحكم الشعب نفسه بنفسه .. -أما عن منهج الاوتبور الذي سارت عليه في تحقيق أهداف معينة فهو يركز على العديد من النقاط الأساسية في عمله ونذكر منها : 1-التركيز على ان السلمية أفضل من العنف كوسيلة الأنظمة السياسية 2-لا يوجد نضال عفوي ناجح ويطلب من الاوتبوريين التخطيط الجيد قبل البدء بالإستراتيجية وصولا لتحقيق الهدف 3- الاتصالات وهي إحدى اهم الوسائل التي يمكن استخدامها في إسقاط الأنظمة بما تشمل من إعلام مرئي وآخر مسموع و مواقع التواصل الاجتماعي والإنترنت وخير دليل على هذا إسقاط ليبيا ونظام معمر القذافي إعلامياً!!!!! -وأما مركز كانفاس فقد كان المحرك أيضاً للثورة البرتقالية في أوكرانيا وثورة التيوليب في كازاخستان عام 2005 والثورة الخضراء في إيران.. والجدير بالذكر هنا هو ان الثورة الخضراء فشلت في إسقاط نظام أحمدي نجاد لأن الإعلام الإيراني قام بكشف الغطاء وتوعية الشعب الإيراني بتكتيكات الاستخبارات الأمريكية في تغيير النظم السياسية والدولية وفقا لأجندة خاصة بها وتحت غطاء الكفاح السلمي.. !! وكان أول من كشف أبعاد هذه الخطة هو الرئيس الفنزويلي هوغو تشافيز وبرسالة إلى شعبه بين بالوثائق والصور حقيقة هذه المنظمة ودورها في إثارة المظاهرات في فنزويلا حين قارن بين الشعارات المرفوعة والشعارات الرئيسية لهذه المنظمة -فالدراسات التي يقدمها معهد كانفاس للطلاب من مختلف أنحاء العالم هي تكتيكات حرب اللا-عنف المستوحاة من نضال غاندي ضد الاحتلال البريطاني في الهند... أما عن واضع هذه التكتيكات فهو خبير استراتيجي وحربي متقاعد يدعى "جين شارب" والذي تلقى منحة على رسالة الدكتوراه الخاصة بالأعنف من الاستخبارات الأمريكية - وسياسة جين شارب في تغيير الأنظمة تقوم على التحكم بمقدرات الدولة بواسطة الشعب من خلال الضغط على مؤسساتها ,ما يعني تغيير كل أعمدة الحكم في الدولة بما فيها الجيش عن طريق قوة واحدة وهي الشعب! -وأما عن علاقة الاوتبور بالثورات العربية: فلقد شهدنا في مطلع عام 2011 بدء تقلبات الشارع العربي في تونس وليبيا ومصر وتحوله الى ثورات وتعتبر ثورة 6ابريل في مصر من الثورات العربية الأوضح التي سارت على نهج الاوتبور بعد اعترافات من أعضائها بأنها ثورة منظمة وأنهم تلقوا تدريبا في معهد كانفاس بإشراف بوبوفيتش مؤسس الحركة والذي سار على اسلوب حشد المتظاهرين في ساحة واحدة وإطلاق الشعارات والهتافات والأغاني وهذا وما شهده ميدان التحرير في مصر في ثورة 6ابريل إذا أمريكا قادرة دون اي عناء من حشد الملايين من الناس في الشوارع على عكس ما قيل في الشارع المصري، وعلى هذا المنوال سارت باقي الثورات للمطالبة بالديمقراطية وعزل الأنظمة لتحقيق تطلعات أمريكا في منطقة الشرق الأوسط وذلك إما عن وعي مسبق أو دونما وعي - ولكن ماذا عن سوريا ؟؟ لقد كانت سوريا المستهدف الاول بحسب تصريح سيرغي بوبوفيتش في الخامس من تشرين الثاني 2011 حيث القى محاضرة في كلية كينيدي في جامعة هارفارد الأمريكية أعلن فيها صراحة على ان المنظمة تستهدف سوريا منذ 2003 وطبعاً هذه المعلومة لم تكن جديدة على أنصار الاوتبور ولكن الملفت في الامر هو الإعلان الصريح لأول مرة عن خطة الاوتبور طويلة الأمد في استهداف سوريا من قبل قادة الحركة!! وقد حاول بعض المتدربين السوريين في هذه المنظمة على إتباع نفس الأسلوب في ساحات مدينة حمص وتلبيسة والرستن من خلال اعتماد أسلوب الاوتبور في الغناء والرقص في الساحات بين حشود المتظاهرين ونشر ظاهرة الفرح والقيام بمسرحيات وارتداء ألبسة موحدة وخاصة ذات الألوان الضاربة تماما كالذي شهده ميدان التحرير وتظهر الأصابع الأمريكية في هذه الثورات بالاعتماد على القناصين لإراقة الدماء في المظاهرات واتهام أجهزة السلطة لتأليب الشعب ودفعه للانضمام إلى هذه المظاهرات إذا هل ستتحقق إستراتيجية الاتبور وأهدافها في سوريا والعالم العربي وهل ستنتصر السياسة الأمريكية في المنطقة هذه الأسئلة لا تزال مجهولك وعليها علامات استفهام... و الوقت كفيلاً في إيجاد الإجابة عنها !!