الخروقات هذه تمتد على مسافة أسابيع حيث عمد هؤلاء، وفق معلومات “الحدث نيوز”، للقيام بعمليات قنص وتعدٍ بالأسلحة الرشاشة على مدار تلك الأسابيع، حيث كانت قوات الدفاع الوطني تلجأ إلى لجنة المصالحة لكبح جماح هؤلاء، لكن دون جدوى. اليوم السبت، قام هؤلاء بأعمال تعدي على نفس سياق المرات السابقة ما دفع قوات الجيش للاشتباك معهم.
لكن، وبحسب معلومات “الحدث نيوز” المستقاة عن مصادر ميدانية، فإن السبب بتأزم الأمور مجدداً في المدينة هو سعي فصائل مسلحة كانت قد تركت السلاح لإعادة حمله مجدداً حيث بادر هؤلاء بالاعتداء على حواجز الجيش السوري وقوات الدفاع وكانوا مسؤولين عن الخروقات الامنية التي حصلت. ويتفق هؤلاء على رفض الهدنة وهذا يتقاطع هذا مع موقف جبهة النصرة، وعليه، باتت في المدينة مجموعة واسعة ترفض فكرة المصالحة وهو ما يشكل تهديداً لها.
المصالحة التي تبلغ من العمر أكثر من عام، تقف اليوم على تقاطعٍ خطير بين استمراريتها وبالتالي استمرار حالة الهدنة الهشة، أو سقطوها وهذا ما سيترتب عليه استئناف الأعمال الحربية في المدينة وعودة المعارك إليها.
ميدانياً، دارت اشتباكات بالأسلحة الرشاشة والرشاشات المتوسطة تركزت في الجزء الشرقي من مدينة معضمية الشام بين مسلحين من فصائل متعددة من جهة، وبين وحدات من الجيش السوري وقوات الدفاع الوطني من جهة ثانية. وتفيد معلومات خاصة لـ “الحدث نيوز”، انه صباح اليوم السبت، حصل إطلاق نار من شارع البلدية نحو حاجز لقوات الدفاع الوطني رد أفراده بالمثل، تكّرر الأمر في شارع الزيتونة حيث جوبه بالمثل ترافق مع قطع للتيار الكهربائي عن كامل المدينة. ويدل تزامن عمليات إطلاق النار والاعتداء وقطع التيّار الكهرباء على أجندة معدة مسبقاً للهجوم على وحدات الجيش وهو ما يتعارض مع مبادئ الهدنة وعملية المصالحة ومؤشر لسعي البعض لإسقاطها.
الاشتباكات في الحي الشرقي الناتجة عن التعدي على حواجز الجيش وقوات الدفاع، امتدت إلى البساتين المتصلة ببلدة جديدة عرطوز حيث دارت لساعات قبل أن تتوقف في ساعات الظهر مع تدخل لجنة المصالحة التي عملت على تهدئة النفوس والدخول في مفاوضات لمعالجة ذيول الحادث فيما تشهد المنطقة حالياً هدوء حذر مع توقف عمليات القنص التي تنقلت في داخل أحياء المدينة، فيما لم يتسرب عن أجواء التفاوض إلى مزيداً من التأزيم مع تعنت المجموعات المسلحة في معاداتها للهدنة وتهديدها بإسقاطها.