اشتدت المعارك بين ميليشيات المعارضة السورية فيما بينها في حي القدم جنوب العاصمة السورية دمشق الحي الذي يبعد 1 كلم عن داخل المدينة، بات حلبةً للصراع بين تنظيمات إسلامية الطابع تتخذ من أفكار تنظيم القاعدة مباديء لها. المعارك، أتت بعد قيام تنظيم داعش بإختراق الحي المحاذي لحي الحجر الأسود الذي يعتبر إمارةً إسلاميةً لها. أمر، لم يُعجب جماعة أجناد الشام الإسلامية التي تصدّت لها بمساعدة من جماعة جيش الاسلام التي يقودها زهران علوش .

الخلاف بين الأجناد و علّوش تمّ التخليَ عنه مرحلياً بهدف مواجهة “الخطر المحدق” المتمثّل بـ “داعش” الذي يسعى للسيطرة على الحي الداخل في هدنة مع قوات الجيش السوري ، والذي تُسيطر عليه “الأجناد” بشكلٍ أساسي. وتفيد المعلومات الواردة من هناك، ان “الأجناد” خسرت

مقاتلين على الأقل في المعارك الدائرة منذ يوم الجمعة، فيما مُنيَ داعش بـخسارة 15 مقاتلاً و 22 آخرين قتلهم جيش الإسلام على مشارف الحي.

المرصد السوري المعارض، كشف ان “معارك شوارع” عنيفة تدور في حي القدم الذي أعلن داعش أنه سيطر على نصفه مدعّماً ذلك بصور نشرها لعناصره الذي ثبّتوا النقاط وظهروا يخوضون معارك في داخله.

وتتركز المعارك، بحسب معلومات ” الحدث نيوز ” وتقارير إعلامية، في محيط حي العسالي من الجهة الشرقية الملاصقة لـ مخيم اليرموك ، وعند منطقة سكّة الحديد الفاصلة بين الحي ومنطقة الحجر الأسود.

ولا يمكن عزل معارك حي القدم اليوم، عن معارك مخيم اليرموك وإرتباطه بها، حيث يسعى التنظيم للدخول إلى الحي بعد ان فشل في مشروعه داخل اليرموك، وبالتالي هو يسعى لربط منطقة الحجر الأسود إمارته بـ “اليرموك، العسالي، وحي القدم” لكي يشكل منطقة عسكرية كبيرة خاضعة له في خاصرة العاصمة الجنوبية سعياً منه للضغط على السلطات السورية في الداخل وليكون له موطيء قدم قريب من دمشق.

وتشكل منطقة القدم منطقة حيوية تتاخم مدينة داريا غرباً، وتشرف على طريق دمشق – درعا، وهي منطقة وصل أساسية. ولا يخرج الهجوم عن سياق تمكين داعش من المناطق جنوب دمشق لرسم منطقته المواجهة لمنطقة الغوطة الشرقية الخاضعة لجيش الاسلام وحلفه بعد ان اُخرج منها قبل أكثر من عام، وأيضا لتكون مواجهة لمناطق سيطرة الدولة في العاصمة.

ولم يكن دخول التنظيم إلى حي القدم أقل عنفاً من المناطق التي دخلها سابقاً في سورية ، حيث رفع نشطاء الجماعة المتشدّدة عبارة “بالسكين جيناكم” التي تم توجيهها إلى أهالي الحي والفصائل المسلحة بذريعة انهم “هادنوا الدولة السورية”. ويتخوّف نشطاء من نجاح داعش بالسيطرة على كامل الحي، أمر، يخشى ان ينتج عنه انتقامات جماعية يقوم بها التنظيم بعد رفعه هذا الشعار.

وتصاعد وجود “داعش” في جنوب دمشق في المرحلة الأخيرة التي تلت إعلان إمارته هناك بقيادة “ابو صيّاح فرّامة” حيث تمدّد التنظيم بشكلٍ مقلق نحو مخيم اليرموك الذي يُسيطر على أجزاءٍ منه حالياً، تبع ذلك اليوم تمدداً إضافياً نحو حي القدم، وكان قد سبق ذلك مسعى آخر لتمدّد في بلدة يلدا حيث سيطر هناك التنظيم على شارع “دعبول”، تبعه آخر في حي برزة شرقي العاصمة، الذي يشهد هدنةً بين الدولة والمسلحين، حيث صدّ ذلك ووئد المشروع في مهده مرحلياً.