|
|
|
|
|
من يُخفي جثمان الشهيد علي لولو؟ سؤال برسم من ؟ والد الشهيد : سوف أرفع دعوى قضائية على مسببيّ اختفاء الجثمان |
|
سيريانديز - مكتب اللاذقيّة - دونيز الورعة
في زمن القنص والصواريخ والتفجيرات قد يقبل المواطن السوريّ راضخاً، غير راض، استشهاد فلذة كبده دون تكريم بدفن يليقً بطُهر روحه وبياض يديه ولكن أن يتعرّف الأب المنكوب على جثمان ابنه الشهيد في المستشفى وتختفي الجثّة دون أثر فهذا ما لا يتقبّله عقل أو دين أو يرضخ له قلب !!!
زارت سيريانديز عائلة الشهيد علي لولو الذي كان ضحيّة تفجيرات الأسبوع الماضي في جبلة للاطلاع على تفاصيل القصة الغامضة والتقت مع والد الشهيد محمد لولو الذي أكّد بدوره إيجاد جثمان ابنه في مشفى الحكمة في جبلة ويقول : لدى سماعي صوت التفجير ظننتُ أنّه صاروخ فاتصلت ب عليّ للاطمئنان عليه ، فهو يعمل على بسطة خضرة في الكراج، أجابني أنّ تفجيراً قوياً قد حدث في الكراج وأنّ جثث الشهداء في كل زاوية ومكان، طلبتُ منه الابتعاد فوراً عن مكان التفجير وبعد قليل سمعنا دويّاً آخر فحاولتُ مراراً التحدّث إليه دون جدوى إلى أن أجابني أحدهم، أخيراً،على هاتف ابني جواباً هدّني وصعقني، فقد قال : ( صاحب الهاتف استشهد ) للوهلة الأولى لم أصدّق فعدتُ للاتصال مجدداً لتأتيني الإجابة ذاتها مراراً وتكراراً.
ويُضيف والد الشهيد : بدأتُ وإخوتي رحلة البحث عنه، اتجهنا بداية إلى المستشفى الوطني وكان قد طاله التفجير لدى وصولنا والناس في حالة هلع، وفي طريق العودة، وللصدفة، اصطحبنا معنا ممرضتين مصابتين، وكان منزل إحداهنّ بجانب مشفى الحكمة في جبلة فدخل عمّ الشهيد ليبحث عنه وعاد مُثقل القلب والجسد وتأكد لنا خبر استشهاد عليّ ووجوده داخل المشفى.
يصمتُ قليلاً والد الشهيد، مستذكراً الرحلة الطويلة على درجات مشفى يضمّ جثمان ولده الوحيد، ثمّ يقول : شاهدتُ عليّ موضوع على نقالة في بهو المستشفى، وضعتُ يدي بيده وودّعته وقلتُ له : (سامحك الله يا بنيّ، فليرحمك الله) ، جسده كامل لا تشوّهات فيه، يتابع محمد، ما عدا إصابات طفيفة في يديه وفقدان إصبع في اليد اليمنى، يبدو أنّ ضربة قويّة أدّت لوفاته، وبما أنّني تعرّفتُ على الجثمان فقد كتبت الممرضة اسم الشهيد واسمي أنا والده لتضعها لصاقه تعريفيّة على جسد الشهيد وطلب مني عامل آخر في المشفى أن آخذ معي أغراضه فأخذتُ الخاتم الموجود في يده علّ أمّه الثكلى تصدّق وتتأكد من استشهاده.
يتنّهد الوالد ويقول : في أي وفاة عاديّة، يقوم ذوو الفقيد بالإجراءات القانونيّة والتحضيرات لدفن الميت ويحدّدون المكان والزمان، وللقيام بذلك أرسلتُ أخي للتأكد من ساعة استلامنا للجثمان من المستشفى، ( يا حسرتي ) يقول أبا عليّ، (الجثمان اختفى !! طار، اتبخّر !!، طول ابني 190 سم، عرضه متر، ووزنه 130 كيلو ، بقولولك العصفور طار!!!! اختفى الجثمان، عليّ مو عصفور!!) .
يرتفع صوت والد الشهيد قليلاً وهو يتابع حكايةً ظننتها من حكايات الخيال : لدى سؤالنا عن الجثمان في مشفى الحكمة كان الرد أنّ الهلال الأحمر قد نقل جميع الجثامين إلى المشفى العسكريّ في اللاذقيّة ليكون التشييع جماعيّاً ، والمشفى العسكريّ يؤكد أنّه لم يستلم جثمان باسم (علي لولو)، السؤال الذي نطرحه ويطرحه الجميع أين اختفى الجثمان في الطريق الواصل بين المشفيين؟؟؟؟ كيف يختفي الجثمان؟ فلا هو في مشفى الحكمة ولا مع الهلال الأحمر ولم يصل إلى المشفى العسكري؟ وها قد عدنا إلى رحلة بحث جديدة في كلّ مستشفيات اللاذقيّة وبانياس والقرداحة وطرطوس ولا أثر له.
وحول سؤال سيريانديز عن جهات قد تواصلت معهم، قال محمد لولو: زارنا وزير الإدارة المحليّة، بتوجيه من السيد الرئيس، مع وزيريّ النقل والتربية بتوجيه من رئيس الوزراء كما أعتقد، كما زارنا السيّد المحافظ وكلّ الأفرع الأمنيّة ضمن محافظة اللاذقيّة، وأعضاء من مجلس المحافظة، وكان طلبنا الوحيد إيجاد جثمان الشهيد.
وشدّد والد الشهيد، أنّه تجنّباً لمخاوف الناس من وراء عمليّة فقدان الجثمان ولأفكار سيئة قد تتغلغل في نفوسهم، فإنّنا نقوم بكل ما يلزم لإبعادها، والجهات الأمنية أكّدت لنا أنّ التخمينات مرفوضة ونفت نفيّاً قاطعاً أن يكون الجثمان قد سُرِق إنّما قد يكون خطأ وارد.
في نهاية اللقاء أكّد والد الشهيد أنّه سوف يُقيم دعوى قضائية، غداً الأحد، على كلّ الجهات الضالعة في الموضوع وسوف يُفتَح تحقيق مع الجميع، مردّداً : أنا مظلوم وأريد حقيّ ولا أُريد أن أظلم أحد.
ذهال أوزتاكين، والدة الشهيد الثكلى، رفضت التحدّث لسيريانديز في قضيّة اختفاء جثمان علي قائلةً بصوت مبحوح كلمتين فقط : وكلتُ أمري لله وللسيّد الرئيس بشّار الأسد.
أخت الشهيد بتول تحدّثت لسيريانديز عن عليّ : عليّ ذو ال 28 عاماً، كان شاباً ذكيّاً جداً وحاصلاً على شهادة الثانوية الصناعية قسم الالكترونيات، لم يترك عملاً إلا وعمل به ليساعد والدي في المصاريف، والدي الذي يبيع الخضار على بسطة أمام منزلنا، ومنذُ أيام قبل استشهاده وردنا اتصال أنّه سوف يتمّ توظيفه لصالح الدولة، كان ينتظر الوظيفة لكنّ الله كرّمه بما هو أجلّ وأبهى: الشهادة.
شُيِّعتْ بعض الجثامين في جبلة وقُراها وتقبّلت عائلاتهم التعازي على مرّ الأيام الثلاثة الأخيرة وعائلات أخرى أبلغتهم السلطات أنّ شهدائهم تحوّلوا لأشلاء، إلّا عائلة الشهيد علي لولو، ما زالت تنتظر إيجاد جثمان ابنهم البار الذي اختفى في ظروف أقلّ ما يُقال عنها أنّها غامضة.
اختفاء جثمان الشهيد علي لولو برسم من؟ و من المسؤول عنه؟ أسئلة عديدة تنتظر سيريانديز الإجابة عنها في الأيام القادمة
|
syriandays |
الإثنين 2016-05-30 | 02:42:25 |
|
|
|
|
|
|
|