تعكف الولايات المتحدة على طرح مبادرة جديدة للتوصّل إلى حل سياسي للأزمة السورية، وذلك خلال اجتماعات يعقدها وزير الخارجية الأميركي جون كيري في نيويورك هذا الأسبوع، ويبدأها بمحادثات مع نظيره الإيراني محمد جواد ظريف، اليوم السبت.
وقال مسؤولون أميركيون وغربيون إنه لدى كيري أفكار عدة سيطرحها للتمهيد إلى حوار جديد بين الأفرقاء السوريين، في ظلّ تصاعد الحديث عن توافق غربي روسي بشأن حل سياسي لأزمة سوريا.
وعزّز الدعم العسكري الروسي المفاجئ للرئيس السوري بشار الأسد، وتفاقم أزمة اللاجئين التي امتدت من المنطقة إلى أوروبا، من فرص البحث عن حلول جديدة للأزمة السورية.
وبينما تُعدّ تحركات كيري في مراحلها الأولى، أعرب مسؤول أميركي كبير عن الأمل في التوصّل إلى صيغة ما "تعيدنا إلى مفاوضات جوهرية حقيقية".
ويعترف المسؤولون الأميركيون بأنه من أجل التوصل إلى انفراجة سياسية في سوريا، لا بدّ أن تلعب إيران دوراً في نهاية الأمر. وقالت إيران إنها مستعدة للجلوس مع فرقائها لبحث الأزمة في سوريا.
ويعتقد مسؤولون أميركيون وغربيون أن أحد أكبر العقبات ستكون الاتفاق على مستقبل الرئيس السوري بشار الأسد، الذي تُصرّ الولايات المتحدة على "ضرورة رحيله"، وإن أبدت مرونة في الأشهر الأخيرة بشأن توقيت رحيله.
وتفيد المؤشرات الأولية إلى أن الحلفاء الأوروبيين، الذين يشعرون بقلق متزايد من أزمة اللاجئين، يدعمون خطط كيري. وقال مسؤول أوروبي: "نؤيد تماماً عملية الأمم المتحدة ونتطلّع لاستكشاف سبل أخرى، ولكن المبدأ الاساسي بضرورة رحيل الأسد باق".
 وفي سياق منفصل، أقرّت القيادة الأميركية الوسطى، الجمعة، بأن مقاتلين سوريين درّبتهم الولايات المتحدة سلّموا قسماً من تجهيزاتهم وذخائرهم الى جبهة "النصرة"، الجناح السوري لتنظيم "القاعدة".
وقالت القيادة، في بيان، إن "القوات السورية الجديدة"، وهو الاسم الذي تطلقه الولايات المتحدة على قوات المعارضة المعتدلة التي درّبتها، سلّمت " ست سيارات بيك اب وقسم من ذخائرهم إلى وسيط يُشتبه في أنه ينتمي إلى جبهة النصرة أي حوالي 25 في المئة من معداتهم" وعلى ما يبدو "في مقابل السماح لهم بالمرور".
ونقل البيان عن المتحدث باسم القيادة الوسطى الكولونيل باتريك ريدر، قوله إنه في حال تأكد هذا الأمر فان هذا التصرّف "مقلق جداً ويُشكّل انتهاكاً لقواعد" برنامج تدريب وتجهيز المقاتلين.
وقال مسؤول أميركي، من جهته، إن أحداً من المقاتلين لم ينشق ويلتحق بجبهة "النصرة"، مضيفاً: "لكننا لا نعرف إلا ما يقولونه لنا".
واعتبر الحادث ضربة جديدة لصدقية برنامج التدريب والتأهيل للمقاتلين السوريين الذي بدأته الولايات المتحدة مطلع العام.
وكانت المجموعة التي تضمّ 54 مقاتلاً عادت إلى سوريا في تموز الماضي، ولكن عشرة منهم فقط كانوا فعلاً على الارض الأسبوع الماضي، حسب البنتاغون.
ودخل القسم الثاني إلى سوريا الاسبوع الماضي. وكان البنتاغون اضطر إلى اصدار نفي هذا الاسبوع عن أن قسماً منهم انضم إلى جبهة "النصرة"، كما أكدت المعلومات التي تناقلتها شبكات التواصل الاجتماعي، مؤكداً أن "جميع الأسلحة والتجهيزات" التي سُلّمت إلى هؤلاء المقاتلين ما زالت بحوزتهم ولكنّه اضطر اليوم إلى التراجع عن هذا التأكيد.
(ا ف ب، رويترز)