ما أن انتهى اجتماع "فيينا" الذي حضرته 20 دولة أمس السبت، حتى خرج وزير خارجية آل سعود "عادل الجبير" يتوعد ويهدد على الدولة السورية على منابر بلاده الإعلامية، معتبراً أن بقاء الرئيس السوري بشار الأسد على رأس الدولة السورية "سيدفع المملكة للاستمرار بدعم المعارضة"، في تجاهل سعودي وتحدي للمجتمع الدولي الذي أجمع أمس بضرورة الحل السياسي في سوريا.
الجبيرالذي تدعم بلاده ميليشيات "جيش الإسلام" الذي يقصف العاصمة دمشق بقذائف الهاون وصواريخ الكاتيوشا بشكل يومي، و"جيش الفتح" الذي تشكل منه "جبهة النصرة" الإرهابية غالبيته إلى جانب أحرار الشام وبعضاً من الفصائل الإرهابية الأخرى، قال في أعقاب محادثات فيينا أمام الصحفيين أن بلاده "ستواصل دعم المعارضة السورية، إذا لم يترك الرئيس بشار الأسد السلطة من خلال عملية سياسية". في محاولة منه لتسعير الحرب السورية وتحدّي الدول المجتمعة في "فيينا" التي خرجت أمس بإجماع حول العمل السياسي ضمن خطة ومراحل، قال الجانب الروسي أن "سوريا" وافقت عليها. وأكد الكلام الروسي المبعوث الأممي إلى سوريا "ستيفاني ديمستورا" أيضاً.
وأضاف الجبير للصحفيين على هامش محادثات السلام الدولية بشأن سوريا: "سنواصل دعم الشعب السوري. سنواصل دعم العملية السياسية التي ستفضي إلى رحيل الأسد أو سنواصل دعم المعارضة السورية بغرض إزاحته بالقوة".
لا شك أن الجانب السعودي يستشعر اليوم الخطر المحدق بميليشياته في ريفي حلب الجنوبي الشرقي والجنوبي الغربي، إضافة إلى الانهيارات المتتالية التي يتعرض لها إرهابييه في ريف دمشق وحمص وإدلب مع التقدمات السريعة التي يحققها الجيش السوري وحلفائه على عشرات المحاور، ما دفعه لاختيار الصدام مع الدول الكبرى على رأسها "روسيا والولايات المتحدة"، اللذين تحدثا عن تقارب في وجهات النظر حول حل الأزمة السورية، كما أن مرونة الدولة السورية وبرودة أعصابها، شكلت عامل مساعد في دفع الطرف السعودي للتصرف بجنون والذهاب باتجاه التهديد والوعيد، وهو العارف "أي الطرف السعودي" أنه سيذهب إلى الانتحار في حال تصادم بشكل مباشر مع المجتمع الدولي الذي بات يميل إلى الحلول السياسية وترك القرار للشعب السوري بما يخص رئاسة الجمهورية العربية السورية.
وفي وقت سابق، أكد وزير الخارجية الأميركي جون كيري، أنه لم يتم التوصل إلى اتفاق بعد بشأن مستقبل الأسد، رغم إحراز تقدم ملموس في المحادثات.
وقال كيري في مؤتمر صحفي مشترك في العاصمة النمساوية مع نظيره الروسي سيرغي لافروف والمبعوث الدولي الخاص إلى سوريا ستيفان ديميستورا: "لا نزال مختلفين على مصير بشار الأسد، لكن الأطراف المشاركة في المحادثات اتفقت على تسريع الجهود لإنهاء الصراع، ببدء مفاوضات بين الحكومة والمعارضة في يناير، وإجراء انتخابات خلال 18 شهراً".
وأضاف الوزير الأميركي، أن الأعضاء الخمسة الدائمين في مجلس الأمن الدولي وافقوا على إصدار قرار لصالح وقف إطلاق النار في سوريا.
وأنهت "مجموعة دعم سوريا" أعمال لقاءها الموسع الذي عقد في العاصمة النمساوية "فيينا"، بمشاركة 20 دولة لمناقشة سبل الحل السياسي في سوريا
اوقات الشام