أكد الرئيس الروسي فلاديمير بوتين، يوم الثلاثاء، أن "عملاً إرهابياً" تسبب بتحطم طائرة الـ"ايرباص 321" التابعة لشركة "متروجيت" الروسية، في شبه جزيرة سيناء المصرية، واضعاً الإعتداء في خانة الأعمال الإرهابية الأكثر دموية في تاريخ روسيا. في وقت أوقفت السلطات المصرية شخصين للإشتباه في علاقتهما بحادث التفجير.
وتوعد بوتين، خلال اجتماع امني في الكرملين، مدبري تفجير الطائرة بانتقام لا مفر منه، قائلاً إن "روسيا ستجد الإرهابيين الذين قاموا بتفجير الطائرة في أي مكان في العالم وستعاقبهم"، موعزاً إلى الإستخبارات الروسية بالتركيز على البحث عن المتورطين في تفجير الطائرة.
وحذر بوتين كل من يحاول مساعدة الإرهابيين من أنه "يتحمل المسؤولية الكاملة عن انعكاسات فعله".
وأكد الرئيس الروسي أن الضربات الروسية الموجهة ضد الإرهابيين في سوريا "يجب أن تتواصل وتزداد كثافة"، لكي يدرك المجرمون أن "الانتقام لا مفر منه"، قائلاً: "أطلب من وزارة الدفاع والأركان العامة بتقديم اقتراحات بهذا الشأن، وسأقوم بالتأكد من تنفيذ هذا العمل".
وأضاف، "أطلب من وزارة الخارجية الروسية التوجه إلى جميع شركائنا، نحن نعول أثناء هذا العمل، بما فيه البحث عن المجرمين ومعاقبتهم، على (مساعدة) جميع أصدقائنا"، لافتاً الإنتباه إلى أن موسكو تتصرف وفقاً للمادة 51 من ميثاق الأمم المتحدة، التي تنص على حق الدول في الدفاع عن نفسها.
وأشار بوتين إلى أنها "ليست المرة الأولى التي تواجه فيها روسيا الجرائم الإرهابية الهمجية، وغالباً من دون أي أسباب داخلية أو خارجية واضحة، كما حدث أثناء تفجير محطة القطارات في فولغوغراد نهاية العام 2013".
وقال مدير هيئة الأمن الإتحادي الروسية ألكسندر بورتنيكوف، من جهته، إن فحص الحقائب الخاصة بركاب الطائرة وكذلك أجزاء الطائرة، سمح بالعثور على آثار مواد متفجرة أجنبية الصنع، مؤكداً أن انفجار عبوة يدوية الصنع على متن الطائرة أدى إلى تحطمها.
وأضاف أن الخبراء قدَّروا قوة العبوة بكيلوغرام واحد من مادة "التروتيل"، مشيراً إلى أن ذلك يفسر تساقط أجزاء الطائرة على مساحة واسعة.
وأعلنت هيئة الأمن الإتحادي في بيان، اليوم، أن الهيئة وقوات الأمن الروسية تقوم باتخاذ الإجراءات للبحث عن الأشخاص المسؤولين عن تفجير الطائرة الروسية، مضيفة أن السلطات الروسية رصدت مبلغ 50 مليون دولار أميركي لمن يقدم معلومات تساعد في القبض على المجرمين.
تجدر الإشارة إلى أن طائرة "ايرباص 321" التابعة لشركة "متروجيت" الروسية، كانت متوجهة من شرم الشيخ في مصر إلى سان بطرسبورغ في روسيا، وتحطمت في سيناء في 31 تشرين الأول، ما أسفر عن مقتل 224 شخصاً، بينهم سبعة من أفراد الطاقم.
من جهة ثانية، أفادت وكالة "رويترز"، نقلاً عن مصادر في أجهزة الأمن المصرية، بأن السلطات المصرية احتجزت اثنين من موظفي مطار شرم الشيخ للإشتباه في تورطهما بوضع قنبلة على متن الطائرة الروسية المنكوبة.
وقال أحد المصادر: "تم احتجاز 17 شخصاً بينهم اثنان يشتبه في أنهما ساعدا هؤلاء الذين وضعوا قنبلة في متن الطائرة في شرم الشيخ".
وفي هذا الإطار، نقل موقع "اليوم السابع" المصري عن مصدر في وزارة الطيران المدني قوله، إنه لم يتم إخطار السلطات المصرية حتى الآن بما نقلته وكالات الأنباء عن جهاز الأمن الاتحادي الروسي حول أسباب تحطم الطائرة الروسية، موضحاً أن مصر هي من تقود فريق التحقيقات، ولم يتم التوصل حتى الآن إلى أي معلومات أو أدلة، من شأنها تحديد أسباب سقوط الطائرة.
وأشار المصدر إلى أن السلطات المصرية تقوم حالياً بإجراء الاتصالات اللازمة مع الجانب الروسي لاستجلاء الموقف، وتفنيد ما تم نشره من أخبار حول وجود آثار متفجرات بحطام الطائرة.
) روسيا اليوم، "اليوم السابع"، رويترز، أ ف ب(