أثنى الرئيس الروسي فلاديمير بوتين على ننائج الغارات الجوية الروسية ضد الإرهابيين في سوريا، لكنه أشار إلى أنها غير كافية لتطهير هذا البلد منهم ودرء خطر الهجمات الإرهابية عن روسيا. وفي اجتماع أجراه الجمعة 20 نوفمبر/تشرين الثاني مع قادة وزارة الدفاع الروسية في مقر إقامته بضواحي موسكو دعا بوتين العسكريين المشاركين في عمليات القوات الجوية الروسية في سوريا إلى عدم خفض وتيرتها ولا مستواها المهني العالي".
وبعد استماعه لتقارير مسؤولين عسكريين عبر جسر تلفزيوني أعرب الرئيس الروسي عن شكره لهم على تنفيذ المهمات المطروحة.
وشدد بوتين على أن نتائج هذا العمل "لا تزال غير كافية لتطهير سوريا من المسلحين والإرهابيين وحماية روسيا من هجمات إرهابية محتملة".
وتابع قائلا: "أمامنا عمل كبير، وأنا آمل أن تكون المراحل اللاحقة (في تنفيذ المهمات) على المستوى نفسه من الجودة والمهنية وتؤتي ثمارها".
هذا وكلف بوتين رئيس هيئة الأركان العامة للقوات المسلحة الروسية برفع تقارير منتظمة إليه حول أداء المهمات المتعلقة بالعملية في سوريا.
من جهة أخرى أيد البرلمانيون الروس وممثلو المجتمع المدني خلال اجتماع مشترك واسع النطاق انعقد في موسكو الجمعة 20 نوفمبر/تشرين الثاني، مشروع قرار حول تشديد العقوبات ضد الإرهابيين.
وأوضح رئيس مجلس الدوما سيرغي ناريشكين أن المشاركين في الاجتماع المشترك لمجلسي البرلمان الروسي، وافقوا على مشروع قرار بهذا الشأن، لكنهم كلفوا المجموعة النيابية المسؤولة عن صياغة النص، بإدخال بعض الاقتراحات التي طرحت خلال اجتماع الجمعة على نص المشروع، قبل تبنيه بشكل نهائي.
وجاء عقد الاجتماع الموسع في إطار الجهود الروسية المبذولة على كافة المستويات لمكافحة الإرهاب إثر كارثة تحطم طائرة الركاب الروسية فوق سيناء، والهجمة الإرهابية على باريس مؤخرا.
وورد في مشروع القرار أن "الإرهاب قد أعلن الحرب من جديد على العالم، في تحد للحضارة ومجتمعنا وحريات الإنسان وحقوقه بما فيها حق الحياة الذي تكفله المادة 20 من الدستور الروسي".
وجاء فيه: "نحن نواجه من لا يرقون إلى المستوى البشري، نواجه شرا يستحيل الاتفاق معه ولا يمكن إرضاؤه. لا بد من القضاء على الإرهابي كما تم القضاء على النازية واجتثاثه من الجذور، والاقتصاص من منظميه وملهميه بأشد عقوبات ينزلها شرع الإنسانية. وينبغي علينا جميعا القيام بكل ما في وسعنا بما ينهي جميع حظوظ الإرهاب، والقضاء على طاعون القرن الحادي والعشرين ودحر العدو قبل أن يلحق ضربات جديدة بنا".
ويشير مشروع القرار إلى أن الإرهابيين لا يرحمون أحد بمن فيهم الأطفال والنساء، ويهدفون إلى نشر الخوف والذعر في النفوس، ويسعون إلى بث الشقاق وإضعاف الروح المعنوية ومؤسسات السلطة في بلادنا.
وقال رئيس مجلس الدوما الروسي سيرغي ناريشكين إن البرلمان الروسي يدعم الرئيس فلاديمير بوتين في سعيه للرد بشكل قاس وحازم على تفجير الطائرة الروسية فوق سيناء. وأكد أن روسيا في حربها ضد الإرهاب ستعمل بمراعاة صارمة لدستورها.
وحث ناريشكين البرلمانيين الروس على تحليل القاعدة القانونية لإجراءات ضمان أمن الدولة الروسية والمواطنين والمنشآت ذات الأهمية الحيوية، وتقييم الإجراءات الاحترازية التي تتخذها السلطات في سياق تصديها للإرهاب.
واعتبر أن مأساة الطائرة الروسية والهجمات الأخيرة في فرنسا ودول أخرى، حملت دول العالم على إدراك أبعاد الخطر وأن المسافات الشاسعة التي تفصل بينها وبين "الدولة الإسلامية"، لم تعد تضمن أمن تلك الدول.
بدورها اقترحت رئيسة مجلس الاتحاد الروسي فالينتينا ماتفيينكو إنشاء محكمة دولية خاصة بإدانة جرائم الإرهابيين.
وأعادت ماتفيينكو إلى الأذهان أن اليوم يصادف الذكرى السبعين لانطلاق عمل محكمة نورنبيرغ التي دانت جرائم النازيين. واعتبرت أنه حان الوقت لتعمل روسيا مع شركائها من أجل إنشاء محكمة دولية معنية بمعاقبة الإرهابيين وأنصارهم بصرامة على الجرائم المروعة ضد الإنسانية التي ارتكبوها.
وأكدت رئيسة مجلس الاتحاد على ضرورة اتخاذ إجراءات تشريعية إضافية في مجال مكافحة الإرهاب، لكن دون أن تحمل تلك الإجراءات طابعا طارئا ودون تقويض حقوق المواطنين.
كما دعا رئيس لجنة الدفاع في مجلس الاتحاد الروسي فيكتور أوزيروف إلى إسقاط الجنسية عن المواطنين الروس الذين يغادرون البلاد إلى الخارج للالتحاق بتنظيمات إرهابية.
كما اقترح منع أفراد أسر هؤلاء من مغادرة أراضي روسيا.
وانضم سيرغي ميرونوف زعيم حزب "روسيا العادلة" وزعيم كتلة حزبه في مجلس الدوما، إلى الدعوة لإسقاط الجنسية عن الإرهابيين. كما أنه اقترح رفع الحظر المفروض في روسيا على عقوبة الإعدام، والشروع بتطبيقها في قضايا الإرهاب.
وتجدر الإشارة إلى أن الدعوة إلى إسقاط الجنسية عن الإرهابيين لا تتوافق مع الدستور الروسي الذي يؤكد أنه "لا يمكن تجريد مواطن روسي من جنسيته أو من الحق في التخلي عن الجنسية".
كما اعتبر ميرونوف أنه من الضروري تعزيز التعاون العسكري التقني مع سوريا من أجل تكثيف مكافحة الإرهاب.
وأردف قائلا: "يجب تعزيز القدرات القتالية للجيش السوري. وذلك ما يتطلب منا تعزيز التعاون العسكري التقني مع سوريا، وبدء توريد الطائرات التي تدرب الطيارون السوريون على استخدامها".
كما اعتبر ميرونوف أنه من المفيد تنظيم دورات تدريبية سريعة لإعداد العسكريين السوريين في الكليات العسكرية الروسية.