دعا الرئيس الإيراني حسن روحاني كل الدول إلى الاستثمار في إيران، حيث ستقدم حكومة بلاده "كل التسهيلات" للمستثمرين في مجالي الطاقة والغاز. كلام روحاني جاء في القمة الثالثة لـــ "منتدى الدول المصدرة للغاز" التي انعقدت في طهران.
روحاني الذي قال بوجوب وجود رؤية واضحة لتحديد السوق المشتركة للغاز الطبيعي، أكد أن بلاده وبعد الاتفاق النووي مع الدول السداسية سترفع سقف الانتاج "ما يتيح زيادة صادراتنا".
ويعد التوجه نحو استهلاك الطاقة النظيفة، وأحد مصادرها هو الغاز الطبيعي، يعد عاملاً للتعاون بيد الدول، على ما رأى الرئيس الإيراني.
وطرحت في القمة أهمية التعاون الدولي للحفاظ على البيئة، فضلاً عن تحديات التنمية المستدامة وتأمين مصادر الطاقة.
وشهدت القمة انضمام جمهورية أذربيجان بصفة عضو مراقب إلى "منتدى الدول المصدرة للغاز".
وعقدت القمة بمشاركة رؤساء دول المنتدى من بينهم رؤساء العراق وروسيا وبوليفيا وفنزويلا وغينيا الإستوائية ونيجيريا.
وقال الرئيس الروسي فلاديمير بوتين إن المنتدى الحالي "سيكون مهماً وسيكون عملنا مؤثراً جداً لأن الغاز من العوامل الاساسية لتطوير الطاقة النظيفة".
من جانبه، أكد رئيس غينيا الاستوائية تيودور أوبيانغ على ضرورة "التركيز على كيفية الاستفادة من ثروة الغاز الطبيعي على مستوى العالم"، مشيراً إلى عدم قدرة بلاده على الاستفادة من ثرواتها بسبب السياسات الخاطئة لبعض الدول الكبرى.
أما الرئيس النيجيري محمد البهاري فرأى أن "المنتدى" يهدف إلى "تثبيت الاستقرار في السوق العالمية"، داعياً إلى التعاون في ما بين أعضاء "المنتدى" بشكل مثمر والبحث عن فرص جذب الاستثمارات.".
زيارة فلاديمير بوتين إلى طهران ربما هي الزيارة الأهم التي يقوم بها الرئيس الروسي إلى دولة أجنبية هذا العام. في انتظار سيد الكرملين لقاء مع المرشد الأعلى للجمهورية الإسلامية السيد علي خامنئي... لقاء يوصف بالمهم، فيما يتعلق بآفاق العملية العسكرية الروسية في سوريا، ومستقبل الرئاسة في سوريا، ونتيجة الحرب على داعش. إذاً هو لقاء لضبط عقارب الساعة بين الشريكين، قد يسمح بتبني موقف مشترك من الانذار الأميركي الذي خلص إلى تخيير موسكو وطهران بين الوقوف في خندق واحد مع الأسد، وبين الانخراط في تحالف واشنطن ضد داعش.
وقال رجب صفروف، رئيس مركز دراسة ايران المعاصرة: "من الواضح أن الغارات الجوية التي تستهدف البنى التحتية للارهاب ليست كافية لتحقيق انتصار تام على داعش وسواها، لذا لا بد من القيام بعملية برية"، مضيفاً "وهنا تحديداً يكمن الدور الايراني الحاسم في المعركة".
وأشار صفروف إلى أن "روسيا بحكم عقيدتها العسكرية لا تستطيع إرسال قوات برية"، لافتاً إلى أن "ايران بصفتها الحليف الأول لسوريا يمكن أن تفعل ذلك لأن داعش يشكل خطراً مباشراً على الجمهورية الإسلامية".
لم يعد سراً أن موسكو أقدمت على العمل العسكري في سوريا بعد مباركة إيرانية وتعهد منها بمضاعفة الدعم على الأرض للجيش السوري المقاتل. ولم يعد خافياً أن دور ساعي البريد بين المرشد والرئيس أداه قائد فيلق القدس قاسم سليماني.
يقال إن الجنرال الايراني الذي يحظى بثقة السيد خامنئي نقل إلى بوتين رسائل دفعت الكرملين إلى الاسراع في قرار التدخل عسكرياً. ثمة معطيات أن الإيرانيين كشفوا للروس مخططات نقل النشاط الإرهابي إلى روسيا بتدبير دول إقليمية وتخطيط مخابرات غربية.
روسيا التي تخلت نهائياً على ما يبدو عن وهم الشراكة الحقيقية مع الغرب، بعد تجربة أوكرانيا، باتت ترى في إيران حليفاً بديلاً يبدو أكثر صدقية وأمانة ومراعاة لمصالحها، ولا سيما لجهة تأمين خاصرتها الجنوبية من الخطر الإرهابي. حقيقة سارع إلى الاقرار بها فور عودته من طهران أكبر صقور الكرملين دميتري روغوزين، الذي يدير في الحكومة الروسية ملفات التصنيع العسكري وتكنولوجيات الطيران والفضاء، أي تلك الملفات التي تعني إيران الماضية قدماً إلى احتلال الريادة الاقليمية.
تلاقي المصالح الجيوسياسية يجعل التحالف الروسي الايراني ضرورة ملحة على مايبدو لمواجهة التحديات الناجمة عن كسر معادلة العالم الآحادي القطب، وتفشي الارهاب المتوحش.
على هذه الأسس يمكن الاستنتاج أن العنوان العريض للقمة الروسية الايرانية إذا هو "التحالف الاستراتيجي المنشود" بين موسكو وطهران.