أكد الأمين العام لـ"حزب الله" السيد حسن نصرالله، يوم الأحد، أن الرد على اغتيال سمير القنطار آت لا محالة مهما كانت التبعات، موضحاً أن تهديدات الإحتلال الإسرائيلية الذي أخطأ عندما اغتال القنطار، لن تثني المقاومة عن الرد، وهي لن تتسامح مع سفك دماء مجاهديها في أي مكان في هذا العالم.
وقال نصرالله خلال إحياء أسبوع الشهيد سمير القنطار في مجمع "شاهد" في الضاحية الجنوبية، إن إسرائيل أخطأت عندما خرقت كل المحرمات واستهدفت القنطار في سوريا، مشيراً إلى أنها كانت تعلم بأن ما قامت به تجاوز ومغامرة، مؤكداً أن "الرد على اغتيال القنطار أصبح بين أيدي المؤتمنين على الدماء".
وأوضح امين عام "حزب الله" أن إسرائيل تعاطت بحساسية مفرطة مع فكرة تأسيس مشروع مقاومة شعبية في الجولان، وهي كانت تلاحق كل الأفراد الذين ينتمون لها، عازياً هذا التعاطي إلى أنها "لا تريد أن يُفتح عليها باب من هذا النوع، يعيد تسليط الضوء عربياً إقليمياً ودولياً على احتلالها لهذه الأرض السورية".
وأضاف أن سمير القنطار كان من أوائل الذين شرعوا في إعداد وتهيأة الأرض للمقاومة في الجولان، وهو حرص منذ تحريره من أسر الإحتلال على التواجد في الخطوط الأمامية للجبهة مع إسرائيل، وكان له ما أراد.
وأشار إلى أن "القنطار والذين استشهدوا في القنيطرة كان لهم دور المساعدة ونقل التجربة لمقاومة الجولان التي تعلَّق عليها الآمال ويخشاها العدو"، مؤكداً أنه على "الجميع أن يتعامل بجدية كبيرة مع مشروع المقاومة الشعبية" في سوريا.
وتوجه نصرالله للفلسطينيين بالقول إنه لا يجب أن يركنوا ويعتمدوا في تحرير أرضهم من الإحتلال على "عاصفة حزم من العرب أو تحالفاً اسلامياً عسكرياً او تحالفاً دولياً لمكافحة الإرهاب"، مشيراً إلى أن "اسرائيل شريك يُعترف به دولياً بالقضاء على الارهاب".
وتابع نصرالله أن إسرائيل عملت منذ بداية احتلالها لفلسطين أن "توصلنا إلى مكان يقول أنه نتيجة كل المعطيات لم يعد لديكم أمل في تحريرالأرض، وأن هذا الكيان الإسرائيلي باق وأبدي وقوي ويمتلك كل مقومات الحياة"، مشيراً إلى وجود صراع بين جبهة المقاومة على امتداد المنطقة العربية وبين اسرائيل، التي تحاول " أن تفقد شعوب المنطقة كل أمل بزوالها عبر ممارستها لحرب ناعمة ونفسية او ما تسميه بسياسة كي الوعي".
وأوضح أنه "منذ عقود هناك برنامج ثقافي وتربوي من الأعداء من أجل إبعاد شباب أمتنا عن القضايا الكبرى وعن التصرفات الجادة واغراقهم في شجون وهموم وقضايا جانبية والهائهم في مساحات لا تصنع مصيراً ولا مستقبلا".
وأشار إلى أن "القنطار يمثل مدرسة للشباب العربي في الثبات على القضية الفلسطينية وتحرير الأرض، وهو اختار طريق المقاومة منذ صباه ويعبر عن جيل من الشباب اللبناني والعربي الذي آمن بفلسطين وقاتل على طريق فلسطين واستشهد كثير منهم بهذه الطريق".