أعلن وزير الخارجية الروسي سيرغي لافروف أن الجانبين الأمريكي والروسي توصلا إلى اتفاق حول بدء التعاون العسكري بينهما في سياق الحرب على الإرهاب في سورية.
وأعرب لافروف في تصريح للصحفيين اليوم عن أمله بأن يساعد هذا الاتفاق على تحقيق مهمة تشكيل جبهة موحدة لمحاربة الإرهاب وقال “سنواصل نضالنا بجانب الحكومة السورية ونأمل بأن يسمح الاتفاق ذو الأهمية المبدئية الذي سيبدأ الأمريكيون بموجبه التعاون معنا في المجال العسكري بإحراز تقدم نحو تحقيق الهدف الذي حدده الرئيس الروسي فلاديمير بوتين عندما دعا إلى تشكيل جبهة موحدة حقا لمحاربة الإرهاب”.
وحول إعلان النظام السعودي استعداده لإرسال قوات برية إلى سورية بحجة محاربة تنظيم “داعش” أوضح لافروف “إن مناقشات الاجتماع الأخير للمجموعة الدولية لدعم سورية لم تتناول هذا الموضوع ولذلك لا يمكنني أن أقول لكم من يخطط لذلك وأي قوات سيتم إرسالها وإلى أين”.
من جهة أخرى أعرب لافروف قبيل اجتماعه مع وزير خارجية النظام السعودي عادل الجبير عن أمله بأن تتم ترجمة الاتفاق الذي تم التوصل إليه في ميونيخ حول سورية إلى خطوات عملية.
لافروف يدعو لتعاون عسكري ناجح بين موسكو وواشنطن لحل الأزمة في سورية
وخلال لقاء مع نظيره الكوري الجنوبي يونغ بين سو على هامش مؤتمر ميونيخ للأمن اعتبر لافروف أنه يجب أن يكون هناك تعاون عسكري ناجح بين روسيا والولايات المتحدة من أجل التوصل إلى حل للأزمة في سورية مشيرا إلى أن موسكو تعتبر أن الولايات المتحدة تدرك ذلك.
وقال لافروف إنه “من أجل أن يكون وقف العمليات القتالية قائما ينبغي أن تعمل الأدوات التشغيلية اللازمة والتعاون بين القوات العسكرية على الأرض كما في القضايا الإنسانية كذلك في وقف العمليات القتالية وكنا قد عرضنا إقامة الاتصالات العسكرية بين روسيا والتحالف الذي تقوده الولايات المتحدة منذ بدء عملياتنا في سورية بناء على دعوة من الإدارة الأمريكية”.
وأوضح لافروف أن الولايات المتحدة نأت بنفسها عن التعاون العسكري باستثناء القضايا المتعلقة بإجراءات منع وقوع صدامات معربا عن قناعته بأن الأمريكيين يفهمون اليوم أنه من أجل المضي قدما في حل الأزمة في سورية لم يعد ممكنا تجنب الاتصالات بين العسكريين وهذا النهج لقي التأييد بالأمس من المجموعة الدولية لدعم سورية.
وأكد لافروف أنه “من المهم الآن تطبيق ما تم الاتفاق عليه عمليا” لأننا في بعض الأحيان نتفق ولكن شركاءنا لا يسعون عمليا إلى تنفيذ الاتفاق وآمل بأن تكون هذه المرة مختلفة.
من جهته اعتبر نائب وزير الخارجية الروسي غينادي غاتيلوف أن وقف العمليات القتالية في سورية يمكن أن يدخل حيز التنفيذ بعد أسبوع.
ونقلت وكالة تاس الروسية عن غاتيلوف قوله في تصريح صحفي اليوم “إن فريق العمل الخاص بإعداد وقف العمليات القتالية في البلاد كلف بإعداد آلية بهذا الشأن خلال أسبوع وذلك ضمن اتفاقات توصلت إليها المجموعة الدولية لدعم سورية في ميونيخ أمس”.
وأضاف غاتيلوف “إن الحديث يدور عن موعد تقريبي لكن الأمر يرتبط بنتائج اجتماع فريق العمل المتوقع عقده في جنيف الأسبوع القادم”.
وزير الخارجية الصيني: اجتماع ميونخ حقق نتائج صعبة ويتعين على الجميع بذل جهود لتنفيذ الاتفاق الأخير
بدوره اعتبر وزير الخارجية الصيني وانغ يي اليوم أن اجتماع ميونخ لمجموعة الدعم الخاصة بسورية حقق نتائج صعبة المنال وانه يتعين على كل الأطراف المعنية بذل جهود لتنفيذ الاتفاق الأخير.
ونقلت وكالة الأنباء الصينية “شينخوا” عن “وانغ” قوله لوسائل الإعلام الصينية اليوم.. أن اجتماع مجموعة الدعم توصل الى التفاهم على ثلاث نقاط مهمة وهي تقديم مساعدات انسانية ووقف العمليات القتالية خلال أسبوع وان المحادثات السورية السورية في حاجة إلى أن تبدأ من جديد في جنيف بأسرع ما يمكن.
ونوه إلى أن التقدم الذي أحرز في الاجتماع تحقق بصعوبة وانه نتاج أيضا لتوازن دقيق للمصالح.
وأعرب وانغ عن تأييد بلاده للتنفيذ الصارم لقرار مجلس الأمن الدولي رقم 2254 الخاص بسورية وخاصة الالتزام بايجاد حل سياسي للأزمة في سورية.
وبالنسبة للقوى الاقليمية أشار وانغ إلى أنه يتعين عليهم وخاصة أولئك الذين لديهم تاثير كبير على الوضع في سورية التوقف عن تبادل توجيه الاتهامات والقيام بدور بناء في تنفيذ الاتفاق الذي تم التوصل إليه أمس.
كما دعا الوزير الدول خارج المنطقة بما فيها أعضاء مجموعة الدعم وخاصة الولايات المتحدة وروسيا الى تولي مسؤولياتها والقيام بدورها في تنفيذ الاتفاق الذي تم التوصل اليه حديثا فضلا عن قرار مجلس الامن الدولي رقم 2254.
وأكد وانغ أن الصين كعضو في مجموعة الدعم سوف تواصل المشاركة في عملية السلام في سورية وستواصل حسب الضرورة أداء دور نشط وبناء وتقديم مقترحات للمساعدة في حل الأزمة في سورية.
أعضاء المجموعة الدولية لدعم سورية يجتمعون في جنيف لمناقشة ملف إيصال المساعدات الإنسانية
إلى ذلك أعلنت المتحدثة باسم المبعوث الخاص للأمين العام للأمم المتحدة إلى سورية خولة مطر أن أعضاء المجموعة الدولية لدعم سورية سيجتمعون اليوم في جنيف لمناقشة تطبيق الشق الإنساني من الاتفاق الذي تم التوصل إليه يوم أمس في ميونيخ.
وقالت مطر في تصريح لوكالة الصحافة الفرنسية “إن المجموعة ستجتمع عند الساعة 17 بتوقيت دمشق برعاية الأمم المتحدة في جنيف وهي تتألف من ممثلين عن كل الدول الاعضاء في المجموعة الدولية لدعم سورية البالغ عددهم 17 دولة”.
من جهته أعلن رئيس مجلس اللاجئين النرويجي يان إيغلاند والذي سيرأس الاجتماع في بيان له إن اتفاق المجموعة الدولية لدعم سورية في ميونيخ أمس “قد يحدث انفراجا” وقال “كانت لدينا آمال كبيرة في أن أطراف المجموعة الدولية لدعم سورية ومن بينها الولايات المتحدة وروسيا ستفعل ما بوسعها من أجل وصول المساعدات الإنسانية ونحن بحاجة للسماح بدخول المساعدات بشكل دائم وكامل”.
وكانت المجموعة الدولية لدعم سورية اتفقت أمس على استئناف الحوار السوري السوري دون أي شروط مسبقة وعلى وقف العمليات القتالية خلال أسبوع دون أن يشمل تنظيمي داعش وجبهة النصرة وغيرهما من التنظيمات الإرهابية وعلى إيصال المساعدات الإنسانية بشكل فوري إلى كل المناطق.
وزير الخارجية الإيطالي: إرسال قوات برية الى سورية لا يحل الأزمة ولن نتخذ قرارا من هذا النوع
كما قال وزير الخارجية الإيطالي باولو جنتيلوني أن بلاده لا تنوي إرسال قوات برية إلى سورية كونها مقتنعة بعدم جدوى ذلك في معالجة الأزمة.
ونقلت وكالة “تاس” للأنباء عن جنتيلوني قوله على هامش مؤتمر الأمن في ميونخ.. نعتبر تفكير بعض الدول في إرسال قوات خاصة قرارا خاصا بها .. لكن إيطاليا لن تتخذ قرارا من هذا النوع .. بل ولن يكون ذلك حلا للقضية.
وكان رئيس الوزراء الروسي ديمتري مدفيديف حذر في مقابلة مع وكالة سبوتنيك الروسية نشرت اليوم من أن نشر قوات برية قد يقود الى وقوع المزيد من الضحايا واضعاف فرص التوصل إلى حل سياسي للأزمة في سورية وقال.. نحن نؤمن بأن الحرب ضد الإرهاب يجب ان تكون قائمة على أساس القانون الدولي واحترام سيادة الدول المعنية.
