أعلن الكرملين أن مباحثات الرئيس الروسي فلاديمير بوتين ووزير الخارجية الأمريكي جون كيري امس تركزت على تداعيات الازمة في سورية ومختلف صيغ التعاون إزاءها “دون التطرق الى التعاون العسكري المباشر الروسي الأمريكي في محاربة الإرهاب” فيها.
وقال المتحدث باسم الرئاسة الروسية ديميتري بيسكوف إن المباحثات “لم تتطرق إلى إمكانية إطلاق التعاون المباشر بين العسكريين الروس والأمريكيين في محاربة الإرهاب في سورية “معربا “عن الأسف الشديد لعدم تمكن موسكو وواشنطن من الاقتراب من إطلاق التعاون الحقيقي لزيادة فعالية الجهود الرامية لمحاربة الإرهاب في سورية رغم استمرار تبادل المعلومات بين العسكريين”.
ووصف بيسكوف المباحثات بأنها كانت “بناءة” وشكلت “استمرارا للتواصل الصريح والمفصل بشكل كاف” مستدركا إلا أنه “لم تتم إزالة جميع القضايا المتعلقة بالتعاون بين الجانبين بخصوص سورية”.
ولفت بيسكوف الى أن روسيا تؤكد ضرورة استئناف الحوار السوري السوري في جنيف باعتباره “الطريق الوحيد للحل السياسي للأزمة في سورية”.
وأشار بيسكوف إلى أن وزيري الخارجية الروسي والأمريكي سيوضحان خلال مؤتمر صحفي في وقت لاحق اليوم نتائج اللقاء رافضا تحديد مدى التقدم الذي حققه الطرفان.
لافروف لكيري: الحوار الروسي الأمريكي يزداد أهمية وإلحاحا بعد الهجوم الإرهابي الأخير في مدينة نيس الفرنسية
إلى ذلك أكد وزير الخارجية الروسي سيرغي لافروف في مستهل محادثاته مع نظيره الأمريكي أن الحوار الروسي الأمريكي “يزداد أهمية وإلحاحا” بعد الهجوم الإرهابي الأخير في مدينة نيس الفرنسية.
وأوضح لافروف خلال المحادثات في موسكو اليوم أن اللقاء الذي عقده الرئيس الروسي فلاديمير بوتين مع كيري في الكرملين الليلة الماضية “أظهر ضرورة تكثيف العمل الروسي الأمريكي المشترك في سورية” واصفا اللقاء بأنه كان “مفيدا جدا”.
وأشار إلى أن المحادثات بين بوتين وكيري”سمحت بضرورة تكثيف العمل في مسألة تسوية الأزمة في سورية من أجل تعزيز جهودنا للقيام بعمل أكثر فاعلية”.
وأضاف لافروف مخاطبا كيري إن “عملنا يحتاج الاستعجال ويكتسب الأهمية بصورة متزايدة خاصة بعد الهجوم في مدينة نيس الفرنسية” معربا عن ثقته بأن هذه المحادثات ستكون “مثمرة” بما في ذلك في مجال العلاقات الثنائية.
بدوره أعرب كيري عن “استيائه الشديد” من “الهجوم الدموي” في مدينة نيس الفرنسية مشددا على ضرورة اتخاذ “كل الخطوات اللازمة للقضاء على الإرهاب”.
وقال كيري: “أعتقد أن العالم كله يعلق آماله علينا وينتظر منا أن نتخذ بأقصى درجات السرعة إجراءات ملموسة تظهر للناس أننا بذلنا كل ما بوسعنا من أجل القضاء على الخطر الإرهابي” معتبرا أن “سورية تمثل تربة خصبة للإرهاب” دون أن يعترف بمسؤولية بلاده في التسبب بظهور هذا الارهاب في سورية وبدعمها وتشجيعها وتسليحها تشكيلات مسلحة اطلقت عليها اسم “معارضة معتدلة” انضمت سريعا إلى تنظيمات إرهابية تدور بفلك القاعدة مثل “داعش” و”النصرة”.
وكان الرئيس الروسي أكد خلال لقائه كيري أمس أن موسكو تعول على تلقى موقفا بناء من واشنطن حول الأزمة في سورية.
بوشكوف: على الدول الغربية التي تعارض التعاون مع روسيا الاستيقاظ بعد الهجوم الإرهابي فى مدينة نيس الفرنسية
كما أكد أليكسي بوشكوف رئيس لجنة الشؤون الدولية في مجلس النواب الروسي الدوما أن على الدول الغربية التي تعارض التعاون مع روسيا في مجال مكافحة الإرهاب الاستيقاظ بعد الهجوم الإرهابي في مدينة نيس الفرنسية.
ونقلت سبوتنيك عن بوشكوف قوله.. إن “زعماء الدول الغربية يدلون بتصريحات ويرددون كلمات التنديد والاستنكار بعد الهجمات الإرهابية التي تقع في بلادهم إلا أن الوضع لم يتغير وذلك بسبب عودتهم إلى ألعابهم الجيوسياسية وإلى سياستهم التي يطلقون عليها اسم “سياسة ردع روسيا” والتي يجب أن تكون موجهة ضد الإرهاب الدولي وليس ضد روسيا”.
وأضاف بوشكوف.. إن “الاستنتاج الأكثر أهمية الذي يجب استخراجه مما يحدث الآن في العالم هو التحول من أقوال الشجب والاستنكار إلى الأفعال المحددة المشتركة ضد الإرهاب على المستوى العالمي” معيدا إلى الاذهان أن روسيا عرضت على الجمعية العامة للأمم المتحدة في أيلول من العام الماضي تشكيل ائتلاف دولي لمكافحة الإرهاب لكنه لم يحظ بأي رد فعل من قبل الدول الغربية.
وكان 84 شخصا قتلوا فى مدينة نيس الفرنسية الليلة الماضية بعد قيام سائق شاحنة تبريد بدهس حشد من الناس تجمعوا في أحد شوارع المدينة لمشاهدة الألعاب النارية المصاحبة للاحتفالات بعيد فرنسا الوطني.
