Friday - 26 Apr 2024 | 08:48:01 الرئيسية  |  من نحن  |  خريطة الموقع  |  RSS   
رأي

ليبيا ...هل تؤدي الحرب إلى الحل السياسي... أم يلغي الحل السياسي الحرب

  [ اقرأ المزيد ... ]

تحليل سياسي

روسيا في أوكرانيا،هل يُرسم نظامٌ عالمي جديد

  [ اقرأ المزيد ... ]

بحث
 الدفـ.ــاع الروسية تتحـ.ـدث للمـ.ـرة الاولى عن حرف z على الياتها   ::::   الخارجية الروسية: الأمم المتحدة لا تستطيع ضمان وصول وفدنا إلى جنيف   ::::   السفير الروسي: في الأيام الصعبة نرى «من معنا ومن ضدّنا»   ::::   ما وراء العملية العسكرية الروسية الخاطفة.. و"النظيفة"!   ::::   التايمز: إرهابي يتجول في شوارع لندن بقرار أمريكي   ::::   إعلاميات سوريات في زيارة لأيران   ::::   السلطان المأفون وطائرات الدرون    ::::   الرئيس مادورو: سورية التي انتصرت على الإرهاب تستحق السلام   ::::   بيدرسون: حل الأزمة في سورية يبدأ باحترام سيادتها ووحدتها   ::::   زاخاروفا: «جبهة النصرة» التهديد الأكبر للاستقرار في سورية   ::::   نيبينزيا: لا يمكن السكوت عن استفزازات (جبهة النصرة) في إدلب   ::::   مباحثات روسية إيرانية حول آفاق حل الأزمة في سورية   ::::   مباحثات سورية عراقية لإعادة مهجري البلدين   ::::   أبناء الجولان المحتل يرفضون إجراءات الاحتلال باستبدال ملكية أراضيهم.. لن نقبل إلا بالسجلات العقارية السورية   ::::   قوات الاحتلال الأمريكية ومجموعاتها الإرهابية تواصل احتجاز آلاف السوريين بظروف مأساوية في مخيم الركبان   ::::   الجيش يدك أوكاراً ويدمر تحصينات لمجموعات إرهابية اعتدت على المناطق الآمنة بريف حماة   ::::   إصابة مدنيين اثنين وأضرار مادية جراء اعتداء الإرهابيين بالقذائف على قرى وبلدات في سهل الغاب   ::::   سورية تدين قرار الحكومة البريطانية: حزب الله حركة مقاومة وطنية ضد الاحتلال الإسرائيلي شرعيتها مكفولة بموجب القانون الدولي   ::::   لافروف: نقف مع فنزويلا في وجه التدخلات بشؤونها الداخلية   :::: 
قرارات العرش السعودي بالحبر الإسرائيلي ؟؟

د . تركي صقر
انتهت أخيرا العلاقة بين الكيان الصهيوني والعرش السعودي إلى العلن ولم يعد هناك ما يخجل منه حكام بني سعود ليس في استقبال الوفود الإسرائيلية في رابعة النهار في قصورهم وإنما في اعتماد سياسة العدو الإسرائيلي وتبنيها كاملة تجاه ما يجري في المنطقة وقلما نجد قرارا سعوديا أو تحركا سياسيا أو عسكريا قام به النظام السعودي إلا ويصب في خدمة الدولة العبرية مباشرة ويحطم المصلحة العربية ويصيبها في الصميم ويقضي على قضية الشعب الفلسطيني ولعل الحروب الإرهابية التكفيرية على أساس العقيدة الوهابية المنحرفة التي أشعلتها المملكة لتدمير البلدان العربية منذ أكثر من خمس سنوات وتمزيق مجتمعاتها بالفتن المذهبية والطائفية  اسطع  على الخدمات الجلى التي توفرها العائلة الحاكمة في السعودية لنجاح المشروع الصهيوني في المنطقة ومحاولة القضاء على جميع القوى والإمكانيات العربية والإسلامية المقاومة له .
على هذا النحو تلقت حكومة العدو الإسرائيلي بفرح غامر وترحيب منقطع النظير 
قرار العرش السعودي بإعلان الحرب المفتوحة على لبنان والمقاومة وحزب الله  ولم تستطع أن تخفي فرحتها فضجت وسائل إعلامها بالنبأ السعيد وراح نتنياهو وكبار مسؤولي الكيان الصهيوني  يتسابقون لكيل المدائح لحكام المملكة " الشجعان "  واطرب هؤلاء الحكام الرضا الإسرائيلي فمضوا في دفع الأمور إلى ابعد الحدود حيث قادوا دول مجلس التعاون الخليجي لتحذو حذوهم وفرضوا على معظم الدول العربية في مجلس وزراء الداخلية العرب اعتبار حزب الله تنظيما إرهابيا وهناك خطوات قادمة مماثلة في مؤتمر القمة العربية إذا ما عقدت وفي منظمة المؤتمر الإسلامي وصولا إلى الأمم المتحدة ومجلس الأمن الدولي على غرار ما قاموا به بالنسبة لسورية وإيران وبعدهما اليمن وقبلهما العراق وليبيا .
هذه هي السياسة السعودية التي تدعي زورا وبهتانا هذه الأيام الحرص على العروبة والتضامن العربي والعمل من اجل رفع راية الإسلام والمسلمين والحفاظ على مصالحهم من أعداء الدين في الوقت الذي تذبح فيه الحروب الإرهابية الوهابية العرب باسم القومية والعروبة من الوريد إلى الوريد وتنحر المسلمين باسم الإسلام وحماية العقيدة الإسلامية بلا استثناء ولا رحمة أو شفقة وهذه المسيرة المخادعة للمملكة الوهابية ليست حديثة العهد بل سارت عليها منذ نشأتها ولكن أمرها افتضح الآن وانكشف المستور في علاقتها المصيرية مع الكيان الإسرائيلي فباتت تنفد ما يطلبه منها سيدها الإسرائيلي والأمريكي ضد الأمة العربية والإسلامية على المكشوف وبصفاقة تامة ودون ادني خجل أو حياء والسؤال لماذا اختار حكام السعودية هذا الوقت بالذات لإعلان قرار الحرب المباشرة على لبنان والمقاومة وحزب الله  وما هي دوافع مثل هكذا قرار خطير ؟؟
بداية إن قراءة هادئة للقرار السعودي  بعيدة عن  الصخب الإعلامي تبين أن القرار جاء طائشا ومتهورا ولا يتسم بالحكمة والعقلانية وهو يعبر عن نزق وعقلية كيدية وانتقامية بدائية تشبه عقلية داحس والغبراء والسبب أن المعضلة الكبرى حالياً في السعودية تكمن في افتقاد المملكة لـ «الضوابط»، وتحديداً " الحكمة" التي لطالما ميّزت سياسات بعض ممن توالوا على العرش منذ زمن تأسيس الدولة حتى يومنا هذا وهذه النقطة، هي مبعث القلق عند أوساط دولية وإقليمية، خصوصاً أنها يمكن أن تؤدي إلى انزلاق السعودية إلى مطارح خطرة، سياسياً وأمنياً ومالياً، بدليل التخبط في ملفات النووي الإيراني واليمن وسوريا والعراق ولبنان وبالمحصلة هناك جملة من الظروف والدوافع لهذا القرار تتجلى بما يلي :
- القرار السعودي جاء تعبيرا عن يأس خليجي من مستقبل المسار السوري، في ضوء التفاهم الأميركي ـ الروسي الجاد بمحاولة التوصل إلى ملامح تسوية، قبل أن يبدأ العد العكسي لانتخابات الرئاسة الأميركية وتخشى السعودية بعد استبعادها عن الاشتراك في الاتفاق الروسي الأمريكي أن تخسر كل أوراقها في سورية وان بكون الرابح الأكبر محور المقاومة وخاصة أطرافه المتمثلة بسورية وإيران وحزب الله .
- القرار السعودي جاء ليعزز ثوابت السياسة الخارجية الإسرائيلية التي ما فتئت تعمل على تصنيف المقاومة، في لبنان وفلسطين، كمنظمات إرهابية فاعتمدت تل أبيب ، منذ سنوات، خطاباً رسمياً يشدّد على ضرورة تقديم صورة حزب الله على أنها مطابقة لكل من "داعش"  و" القاعدة" وبعد القرار الخليجي، أصبح بالإمكان القول إن الخطابين الرسميين الإسرائيلي والسعودي ــــ والخليجي ـــــ إزاء المقاومة باتا متطابقين شكلاً ومضموناً .
- جاء القرار السعودي والخليجي متزامنا مع سياسة التدرج في تظهير العلاقات بين الرياض وتل أبيب، وتطويرها إلى مرحلة من التحالف وتمثل هذا التدرج، في الأسابيع والأشهر الماضية، بسلسلة لقاءات بين شخصيات سعودية رفيعة مع شخصيات إسرائيلية رسمية وغير رسمية، وصولاً الى تسريب القناة العاشرة الإسرائيلية خبر زيارة وفد إسرائيلي رفيع للرياض من دون صدور أي نفي من الطرفين .
- إن قرار السعودية تصنيف حزب الله منظمة إرهابية ما هو إلا بدافع الانتقال إلى مرحلة التحالف مع العدو الإسرائيلي إذ إن أي تحالف بين دولتين يشترط أن يستند إلى رؤية وموقف موحد من التهديدات المشتركة ويمكن القول منذ الآن إن السعودية استكملت الشروط وأتمت المقدمات للانتقال إلى مرحلة التحالف مع تل أبيب، وخصوصاً أن الطرفين لا يتطابقان فقط في تحديد التهديدات باعتبار حزب الله منظمة إرهابية، بل يتفقان أيضاً على أن للمواجهة مع الحزب ومحور المقاومة أولوية تتقدم على مواجهة «داعش» و»القاعدة» في سورية .
- إن القرار تعبير عن التخبط السعودي الذي لم يقتصر فقط على رد فعل على الاتفاق النووي الإيراني ، كما تُروج بعض وسائل الإعلام والمتابعين ، بل يمتد إلى حالة خوف غير مسبوقة تتغلغل داخل المملكة منذ سقوط حليفيها في مصر وتونس إلى الآن ، لكن هذه الخشية لدى آل سعود بلغت ذروتها مع صمود الدولة السورية  وفشل مخططات ضرب المقاومة ووأد مشروع التكفير الذي كانوا يعملون على إنشائه في بلاد الشام بتمويل سعودي.
- إن القرار السعودي يعود في خلفيته إلى الاتفاق النووي بين إيران والدول الست ،الذي أدى إلى إصابة السعودية بالجنون فعملت على تسعير النيران السورية والعراقية ومحاولة ضرب السلم الأهلي في لبنان وصولاً إلى شن عدوان همجي على الشعب اليمني طال البشر والحجر ، حيث ارتكبت طائرات ما يُسمى التحالف السعودي أبشع المجازر بحق اليمنيين تحت عناوين عاصفة "الحزم"" و"الأمل" وغيرها من المسميات التي يعمل إعلام بني سعود على الترويج لها .
- القرار السعودي الأخير تجاه حزب الله يعطي دليلاً إضافيا على إن السعودية تضع حلفاءها في لبنان في مهبّ الريح، ولا شك أنها تقدّر سلفاً أن قراراً خطيراً كهذا – ولو انه متوقع منذ فترة – من شأنه أن يضع لبنان على سكة الاضطراب. وقد كان السياسيون اللبنانيون إلى الأمس القريب يعتبرون أن لا قرار إقليميا ودولياً بهزّ استقرار لبنان، ويبدو أن عليهم أن يعيدوا النظر في هذا الاعتقاد. فالمملكة "غاضبة" وقد ربطت دورها ووجودها بالأزمة السورية والوضع في اليمن والإقليم وقررت خوض اشتباك مدمر مع إيران وحلفائها من دون ترك مجال للتفاهم والتفاوض (بخلاف مع ما تفعله مع روسيا فوق الطاولة ومع اسرائيل من فوق وتحت الطاولة). وهي لا تسأل عن التكاليف المالية والسياسية والبشرية، ولا عن رأي حلفائها المفترضين حتى، وجلـّهم يلحق بها طمعاً في مؤونة أو التماساً للسلامة من غضبها.
ومع كل الحملات الحاقدة التي قادتها المملكة على المقاومة وحزب الله منذ انتصارهما عام 2006 وقبل أن يجف القرار ضد حزب الله ، اندلعت عاصفة إدانات سياسية وشعبية ودينية واسعة ترفض التصعيد السعودي ، وبالإضافة إلى الرفض العراقي وتحفظ وزير داخلية لبنان نأت دول عربية بنفسها عن القرار السعودي "المنشأ" كالجزائر التي لها ثقلها النضالي والتاريخي وتُعتبر من المؤسسين لجامعة الدول العربية ، بينما انطلقت في تونس حملة تضامن واسعة مع المقاومة في لبنان وسط تأكيد وزارة الخارجية التونسية ثبات علاقاتها مع لبنان والجمهورية الإسلامية ، ليتوج الرئيس الباجي قائد السبسي الموقف التونسي بإعلان رفض القرار ضد حزب الله ، هذا ناهيك عما يُنقل عن بعض الأطراف العربية أنها لن تمضي في سياسة التهور السعودية ضد حزب الله .
لقد بات واضحا أن العلاقات السعودية الإسرائيلية متجذرة وتأخذ أبعادا خطيرة وقد انتقلت من المرحلة السرية إلى المرحلة العلنية المفضوحة وطوال الحرب الإرهابية التكفيرية على سورية لم ينقطع التنسيق بين الطرفين وأقاموا غرف عمليات مشتركة لإدارة العصابات الإرهابية في كل الأراضي السورية ولم يعد خافيا أن قرارات العرش السعودي تكتب منذ سنوات طويلة بالحبر الإسرائيلي  كما تخدم المواقف السعودية في كل الاجتماعات العربية والدولية المشروع الصهيوني في المنطقة في السر والعلن .
tu.saqr@gmail.com
 

syriandays
الخميس 2016-03-10  |  08:44:56   
Back Send to Friend Print Add Comment
Share |

هل ترغب في التعليق على الموضوع ؟ 
: الاسم
: الدولة
: عنوان التعليق
: نص التعليق

: أدخل الرمز
   
Copyright © سيريانديز سياسة - All rights reserved
Powered by Ten-neT.biz ©