كثرت في الآونة الأخيرة التحليلات والتسريبات والتوقعات الإعلامية والصحفية مطلقة العنان للكثير من التكهنات بنوايا روسيا الحقيقية من الدعم العسكري الروسي لسورية خصوصا بعد مرور اكثر من اربع سنوات ونصف على بدء الأزمة في سورية.
من المؤكد ان شيئا ما تبدل تنبهت له القيادة الروسية مستشعرة بخطر الارهاب الذي لن يكون مقتصرا على سورية فقط بل سيصيب امن روسيا الاستراتيجي ويهدد دورها في المنطقة.
في زيارته الأخيرة الى روسيا وقف وزير الخارجية السعودي عادل الجبير ليقول ان "الرئيس بشار الاسد لن يكون له اي دور في مستقبل سورية وسيرحل اما بعملية سياسية واما بعمل عسكري".
سيرغي لافروف وزير الخارجية الروسية الذي كان حاضرا للمؤتمر الصحفي المشترك مع عادل الجبير تمتم بكلمات تنم عن الغضب الشديد من موقف وزير الخارجية السعودي.
فور الانتهاء من المؤتمر الصحفي الشهير عقد اجتماع على مستوى المسؤولين والمستشارين الروس في اجهزة المخابرات الخارجية وبعد جلسات متعددة خصصت لدراسة وتحليل التقارير والمعطيات لتؤكد ان امرا ما بغاية الخطورة تم الاعداد له ضد سورية والهدف هذه المرة سيكون العاصمة السورية دمشق
لم تمض 48 حتى بدأت الامور تتكشف ترجمت بهجوم منظم من الجبهة الجنوبية وبتوجيه مباشر من غرفة الموتMilitary Operations Center)) مركزها الاردن وبمساعدة العدو الاسرائيلي وتركيا وقطر والسعودية وامريكا وبريطانيا بهدف خرق صفوف الجيش العربي السوري باتجاه العاصمة تحت اسم (عاصفة الجنوب).
لكن المفاجأة كانت بانتظار المتآمرين حيث أفشل الجيش العربي السوري وبالتنسيق مع المقاومة والدفاع الوطني أربع هجمات شرسة من الجبهة الجنوبية
في هذا الوقت صرح وزير الخارجية الأمريكية ليردد من واشنطن نفس الموقف الذي ادلى به عادل الجبير وزير الخارجية السعودي
الرئيس الروسي فلاديمير بوتين وعلى جانب المعرض السنوي للسلاح الروسي يستقبل ملك الاردن ونائب حاكم الامارات العربية والرئيس المصري عبد الفتاح السيسي وسمعوا كلاما واضحا من الرئيس الروسي بوتين مفاده ان لا سقوط للرئيس بشار الاسد لا سقوط للدولة والجيش السوري لان البديل سيكون الارهاب وهذا الارهاب لن يقتصر على الجغرافيا السورية اذا لم نتعاون لمحاربته فعلياً وبأسرع وقت فان هذا الارهاب سنجده في شوارعنا اي في شوارع القاهرة والسعودية والاردن ودول الخليج وحتى في شوارع موسكو ذاتها.
الرئيس المصري السيسي التقط ما سمع وعمل على تنفيذ توصية روسية بضرورة التقارب والتعاون مع سورية لمكافحة الارهاب القادم الذي لن يستثني احدا
لاحظوا ماذا حصل
بعد فشل المخطط من الجبهة الجنوبية استنفر وزير الخارجية التركية كما استنفر الجيش وسلاح الجو التركي بهدف انشاء منطقة امنة في الشمال السوري و بدعم قطري سعودي امريكي فرنسي اسرائيلي واضح يكون لتركيا فيها الكلمة الفصل وموطئ قدم تمهيدا لإعادة الحلم العثماني الإخواني
رسائل روسية إيرانية سرية ارسلت لأنقره مفادها ان اي عمل عسكري من جانب تركيا تجاه الشمال السوري سيواجه وبنفس الحجم
ارتدعت تركيا عن القيام باي تحرك عسكري تجاه الاراضي السورية لكنها بررت تحركها بانه يهدف الى محاربة تنظيم داعش الذي بات يهدد امنها مع العلم ان تركيا نفسها هي من سهل لداعش التوسع والتسلح للاستفادة منه بتحقيق الحلم التركي
تم افشال مشروع المنطقة الآمنة في الشمال السوري وعندما أدركت تركيا الفشل في تحقيق المؤامرة تم الانتقال الى المرحلة التالية
وقف احمد داوود أوغلو يخاطب جماهير حزب العدالة والتنمية تمهيدا للانتخابات المبكرة في تركيا وبلغة الانتقام قائلاً
"حاولنا اقناع العالم بضرورة انشاء منطقة امنة مع حظر جوي في الشمال السوري لكن لم يسمعنا احد من العالم.."
النتيجة كانت ان تركيا وبالاتفاق مع امريكا والسعودية وقطر وفرنسا واسرائيل اتخذوا قرارا بلعب ورقة اللاجئين السوريين حيث اعطيت الاوامر بفتح ابواب المخيمات بعد أربع سنوات وسبعة أشهر من ممارسة الحصار ومنع السوريين من مغادرة المخيمات في تركيا وسمحوا لمافيا تهريب اللاجئين بالمتاجرة بحياتهم وتشجيعهم على ركوب قوارب غير صالحه ليبتلعهم البحر و تتقاذفهم الامواج وينتهي بهم الامر جثث هامدة منتفخة على شواطئ البحور.
يبقى ان نعرف الهدف من انتقاء اللعب بورقة اللاجئين السوريين
اتفقت تركيا وامريكا وقطر والسعودية واسرائيل على تنفيذ خطة جهنمية تقضي باستنهاض الراي العام في اوروبا وامريكا عن طريق استعمال الميديا وتسليط الاعلام الاوروبي والامريكي بمساندة واضحة من بعض الاعلام العربي الذي ردد كالببغاء جملة واحده بالارتكاز على مأساة اللاجئين السوريين (هربا من بطش النظام وبراميله المتفجرة).
ظن البعض في اوروبا وامريكا وبعض دول الخليج ان استنهاض الرأي العام في اوروبا تحت مسميات حقوق الانسان وحق اللجوء وحق الهرب وحق الحياة للنازحين السوريين سيفتح الافاق للقيام بعمل عسكري مشترك من امريكا واسرائيل واوروبا وبدعم بعض دول الخليج التي تكفلت بدفع التكاليف تحت مسمى (ضرورة انهاء مأساة السوريين) بذلك يكون الفضاء والبحر والارض مسرحا مفتوحا للقضاء على النظام السوري ويتحقق قول عادل الجبير وزير الخارجية السعودي عندما قال اما بعملية سياسية واما بالعمل العسكري.
أدركت روسيا الامر وأمرت بإرسال سرب من طائرات سخوي الحديثة بالتزامن مع تصريح لافت للرئيس الروسي فلاديمير بوتين حيث قال اننا ندعم وحدة سورية وندعم الرئيس السوري بشار الاسد
استتبع الموقف الروسي بإرسال المزيد من الأسلحة الروسية المتطورة الى سورية.
سيرغي لافروف وزير الخارجية الروسي في هذه الاثناء قال ان روسيا لن تسمح بسقوط سورية نظاما ورئيسا وان الحل في سورية يكون عبر العملية السياسية وان اجتماع موسكو 3  يجب ان يكون منطلقا صالحا للتسوية السياسية والعنوان الرئيسي هو  وجوب مكافحة الإرهاب.
الرئيس الروسي بوتين يضرب من جديد عندما قال انه حصل على ضمانات وموافقة من الرئيس السوري بإجراء انتخابات نيابيه مبكره والعمل على تأليف حكومة ائتلاف مع بعض الصلاحيات  وان العمل والتعاون مع الرئيس السوري المنتخب من شعبه امر ضروري لا مفر منه..
الرئيس السوري لم يتأخر بالرد بقلب الطاولة على اصحاب المؤامرة مطلقا رصاصة الرحمة على مبادرة المبعوث الاممي ديمستورا عشية وصوله الى دمشق عندما صرح لوكالة انترفاكس الروسية حيث قال ان لا امكانية لأي حل سياسي في سوريا قبل القضاء على الارهاب وتجفيف منابع الدعم لهذا الارهاب وان الشعب السوري هو الوحيد الذي يمتلك الكلمة الفصل لمناقشة مستقبل سورية.
في هذا الوقت بثت بعض وسائل الاعلام الأمريكية والأوروبية صور من الاقمار الاصطناعية تبين انشاء قاعده روسية جديدة في الشمال السوري. 
واشنطن اعلنت عن قلقها من الدعم الروسي لسورية
روسيا ترد مرة اخرى لن نسمح بسقوط سورية ولن نعيد الخطأ الذي ارتكب في ليبيا والعراق هذه المرة سورية خط وسجادة وعلم احمر.
لغط في الخطاب السياسي والعسكري فإسرائيل تقول ان الوجود الروسي سيغير اوراق اللعبة. امريكا تقول التواجد العسكري الروسي في سورية سيزيد الامر تعقيدا و مصيره الفشل بعض العرب سوقوا لفكرة ان الروس قرروا دخول سورية للقتال الى جانب القوات السورية لمساندة النظام السوري الآيل للسقوط ومنعه من الانهيار. 
لم يتأخر الرد مرة اخرى وهذه المرة على لسان وزير الخارجية السورية وليد المعلم حين صرح للصحافة ان لا وجود لقوات روسية مقاتله على الاراضي السورية بل هناك مستشارين وهيئة تدريب على الأسلحة المتطورة.
يضيف وليد المعلم لكن إذا ما احتاج الامر سنطلب من روسيا ارسال قوات روسية للقتال في سورية لكن قواتنا تسيطر على الوضع.
الرد الروسي جاء سريعا مبديا استعداد روسيا لتلبية حاجات سورية من قوات للقتال اذا ما تقدمت سورية بطلب رسمي الينا،،، كلام صدر عن الناطق باسم الكرملين.
إذا بعد كل ما تم عرضه نستنتج الآتي:
فشل كل المحاولات وباءت بالفشل ابتداء من الهجوم على جبهة الجنوب وفشل تركيا واعوانها بإقامة المنطقة الآمنة او العازلة في الشمال السوري واخيرا فشل اللعب بورقة اللاجئين السوريين لاستنهاض الراي العام الاوروبي ليكون مبررا للقيام بعمل عسكري ضد سورية.

روسيا قالت كلمتها وصرخ الدب الروسي الذي سمع صوته في واشنطن واوروبا وبعض البلدان العربية قائلا هذا هو الحل الامثل ومن غير المسموح استعمال الارهاب لتغيير سياسات الدول واللعب بمصير الشعوب والاستفراد والخنوع لرغباتكم ومن يرغب ان يتحدث معنا ومع الرئيس بشار الاسد نحن على استعداد للتحدث معه وغير ذلك من جهتنا سيعتبر لا وجود ولا لزوم له
اختلطت الاوراق من جديد وبدأت اوروبا تتراجع من النمسا الى المانيا الى اسبانيا وحتى بريطانيا وعلى لسان رئيس الوزراء البريطاني كاميرون يرددون جمله واحده ان لا حل من دون الرئيس بشار الاسد الجيش السوري وهو المخول الوحيد لمحاربة الارهاب بشكل جدي.
الولايات المتحدة بدأت بالنزول من اعلى الشجرة ومن لندن تحديدا فبدل تكرار جملة رحيل الرئيس الاسد فورا، جون كيري وزير الخارجية الامريكي ومعه هاموند وزير الخارجية البريطانية يقول ليس بالضرورة فورا ولكن في مرحلة لاحقه.
الإدارة الأمريكية تطلب التباحث مع روسيا حول المسار السياسي للمنطقة وحول سورية
البنتاغون يطلب التنسيق مع وزير الدفاع الروسي شويغو حول الوجود العسكري الروسي في سورية
النزول الامريكي الاوروبي العربي سيستمر وما تفضل به الرئيس الروسي في اجتماع دوشنبيه من استمرار الدعم العسكري والسياسي لسورية لهو دليل واضح على تصميم روسيا لبلوغ الهدف

منبر الجمعية العمومية للأمم المتحدة ينتظر الرئيس الروسي للإعلان عن مفاجأة من العيار الثقيل
وزير الخارجية السورية وليد المعلم بمقابلته الأخيرة على قناة RT الروسية قال انتظروا مفاجأة هناك شيء جديد يفوق تزويد سورية بالأسلحة المتطورة سيقلب الطاولة بوجه المتآمرين على سورية. 
بانتظار الاشهر القليلة القادمة الحبلى بالمفاجآت والمتغيرات الميدانية التي سيتم ترجمتها سياسيا للبدء بمشروع الحل في سورية