Friday - 26 Apr 2024 | 11:25:54 الرئيسية  |  من نحن  |  خريطة الموقع  |  RSS   
رأي

ليبيا ...هل تؤدي الحرب إلى الحل السياسي... أم يلغي الحل السياسي الحرب

  [ اقرأ المزيد ... ]

تحليل سياسي

روسيا في أوكرانيا،هل يُرسم نظامٌ عالمي جديد

  [ اقرأ المزيد ... ]

بحث
 الدفـ.ــاع الروسية تتحـ.ـدث للمـ.ـرة الاولى عن حرف z على الياتها   ::::   الخارجية الروسية: الأمم المتحدة لا تستطيع ضمان وصول وفدنا إلى جنيف   ::::   السفير الروسي: في الأيام الصعبة نرى «من معنا ومن ضدّنا»   ::::   ما وراء العملية العسكرية الروسية الخاطفة.. و"النظيفة"!   ::::   التايمز: إرهابي يتجول في شوارع لندن بقرار أمريكي   ::::   إعلاميات سوريات في زيارة لأيران   ::::   السلطان المأفون وطائرات الدرون    ::::   الرئيس مادورو: سورية التي انتصرت على الإرهاب تستحق السلام   ::::   بيدرسون: حل الأزمة في سورية يبدأ باحترام سيادتها ووحدتها   ::::   زاخاروفا: «جبهة النصرة» التهديد الأكبر للاستقرار في سورية   ::::   نيبينزيا: لا يمكن السكوت عن استفزازات (جبهة النصرة) في إدلب   ::::   مباحثات روسية إيرانية حول آفاق حل الأزمة في سورية   ::::   مباحثات سورية عراقية لإعادة مهجري البلدين   ::::   أبناء الجولان المحتل يرفضون إجراءات الاحتلال باستبدال ملكية أراضيهم.. لن نقبل إلا بالسجلات العقارية السورية   ::::   قوات الاحتلال الأمريكية ومجموعاتها الإرهابية تواصل احتجاز آلاف السوريين بظروف مأساوية في مخيم الركبان   ::::   الجيش يدك أوكاراً ويدمر تحصينات لمجموعات إرهابية اعتدت على المناطق الآمنة بريف حماة   ::::   إصابة مدنيين اثنين وأضرار مادية جراء اعتداء الإرهابيين بالقذائف على قرى وبلدات في سهل الغاب   ::::   سورية تدين قرار الحكومة البريطانية: حزب الله حركة مقاومة وطنية ضد الاحتلال الإسرائيلي شرعيتها مكفولة بموجب القانون الدولي   ::::   لافروف: نقف مع فنزويلا في وجه التدخلات بشؤونها الداخلية   :::: 
سورية ...... مرحلة ما قبل الحسم النهائي

سيريانديز سياسي ــ حسن حسن

في عالم متغير تتسارع فيه الأحداث وتطغى عليه المصالح وتكثر فيه المؤامرات والمخططات الهدامة، عالمٍ انعدمت فيه القيم الأخلاقية والإنسانية وتجردت من كل أشكال الحضارة المتمثلة في التعامل مع الآخر، عالمٍ لم يعد للإنسان فيه قيمة أو اعتبار، عالمٍ مليء بالتناقضات تسود فيه لغة القوة، في ظل هذا العالم هاجت موجة ما يسمى "بالربيع العربي" حيث سقطت عدة أنظمة وقُتل الآلاف من الناس وشُرِّدوا وهُجِّروا ودُمِّرت المئات من القرى والمدن في سابقة لم يكن لها مثيل على مر التاريخ الحديث، فبدلاً من أن تقطف الدول ثمار التكنولوجيا والتطور وتسخيرها لخدمة شعوبها للعيش بازدهار ورفاهية فقد جنت القتل والخراب والدمار فهي بحاجة لسنوات عديدة لإعادة إعمار ما دُمِّر حتى تعود كما كانت من قبل ، وهذا ما حصل في معظم الدول العربية وفي وقت قياسي قصير، والأزمة في سورية كانت شائكة ومعقدة، فالتآمر العربي ــ الغربي وغيره كان جلياً منذ البداية فلم تتوانى تلك الدول عن التخطيط والتنفيذ جهاراً وعلى مرأى العالم مسخرة كل ما لديها من طاقات مادية ومعنوية وبشرية لإسقاط الدولة السورية وتفكيكها.

ونظراً لما تمثله الدولة السورية من ثقل كبير في المنطقة العربية بشكل خاص، وكمحور أساسي للمقاومة وعائق في تنفيذ المخططات الخارجية والداخلية، بالإضافة إلى المواقف المبدئية التي أبدتها من أية قرارات أو أفعال تمس القضايا الجوهرية، والمواقف المشرفة لها في نصرة المظلومين في كل أنحاء العالم، فقد كان عصياً عليهم إسقاطها كما حدث في الدول الأخرى، فما اسُتخدم من طاقات هائلة وأساليب قذرة كان كفيلاً بإسقاط عدة إمبراطوريات دفعة واحدة، ولكن بقيت الدولة والقيادة السورية صامدة ودخلت سجل التاريخ من أوسع أبوابه فيما سقطت قيادات في بعض الدول المتآمرة ورميت في مزابل التاريخ، فلسورية خصوصية في كل شئ: موقعها، وشعبها، وتراثها، وعقائدها، وقيادتها ... الخ، وخلال الصمود السوري لما يزيد عن الأربع سنوات ونصف حصلت تغيرات كثيرة في مسار الأزمة، فتغيرت معظم المواقف العربية والدولية تجاه سورية وأسقطت الرهانات واختلفت الحسابات واتضحت الحقائق وتغيرت موازين القوى على الأرض. إن هذه التغيرات هي بحد ذاتها انتصار، انتصار معنوي، حيث تولَّد للعالم حقيقة ما يجري بعد أن فككت العقول السورية السياسية والعسكرية خيوط المؤامرة وأعادت نسجها من جديد لتتخبط بها تلك الدول المتآمرة، فكانت أولى انتصاراتنا في المعركة السياسية على الرغم من كل الضغوطات والقرارات الجائرة والفبركات الإعلامية والإجرام الكلامي والفعلي من الجامعة العربية إلى مجلس الأمن إلى .....، إلا أننا قد حصلنا على الضوء الأخضر وبطريقة غير مباشرة لمحاربة الإرهاب في سورية.

إن صمود الدولة السورية كان له الأثر الكبير في حمايتها من التفكك والانهيار ويعود صمودها إلى أسباب عديدة منها:

ــ العقيدة الوطنية التي تميز بها الجيش العربي السوري وتماسك المؤسسة العسكرية على الرغم مما أصابها من انشقاقات وخيانات، فقد أبدى الجيش السوري براعة في التصدي لشتى أشكال التنظيمات الإرهابية وتمكن من تحقيق إنجازات فعلية على الأرض، وهذا ما عزز من مواقف الدول المؤيدة لسورية وكان عامل اطمئنان للشعب السوري، فقد اعتاد الجيش على القتال بكافة الظروف وفي أصعب المناطق، وكان مندفعاً للقتال في كافة أنحاء سورية، وكان الجيش في معظم الأوقات يأخذ زمام المبادرة بالهجوم، بالإضافة إلى قناعة عناصره بالقضية التي يحاربون من أجلها فلكل شهيد قصة بطولة، وما زال التطوع والانتساب إلى الكليات جارياً حتى الآن، هذا بالإضافة إلى وجود كتلة هائلة من الدفاع الوطني كرديف للجيش العربي السوري، فكل يقاتل حسب المهام المكلف بها، فهناك عناصر ومتطوعين قد أصبحوا أكثر شراسة وقوة من المجموعات الإرهابية.

ــ انتشار ثقافة الشهادة داخل البيئة السورية، فما أبدته الأسر السورية من مواقف مشرفة حين سقط الآلاف من أبنائها شهداء في دفاعهم عن الوطن لأكبر دليل على ذلك، وهذا زادهم إصراراً لاستكمال النصر الذي بدأه أبناؤهم.

ــ وقوف الشرفاء من الشعب السوري في مؤازرة الدولة والجيش السوري وتحملهم لظروف الحياة، وقيامهم بالتطوع للدفاع عن قراهم ومدنهم.

ــ لقد كشف الشعب السوري زيف ما يسمى بالمعارضة في الخارج، وما ادعوه بأنهم يمثلون الشعب، وما استخدموه من مفردات وخطابات طائفية وعاطفية لاستمالة الشعب، فهم بعيدون عنهم كل البعد ومعظمهم عاش وتربى في الخارج، فحتى اليوم لم يجتمعوا على شئ يوحدهم، حيث برز التناحر واستغلال المصالح والتعارك بالأيدي فيما بينهم، فهي معارضة مشتتة هدفها تحقيق مصالح شخصية على حساب الشعب السوري، واليوم لم يعد لها أي اعتبار أو اكتراث أو متابعة سواء لجهة تصريحاتهم أو مؤتمراتهم.

ــ دور النخب الثقافية ورجال الدين في تعزيز التآلف والانسجام بين مكونات الشعب السوري من خلال تمجيد الماضي والتذكير به وتحليل الواقع واستشراف المستقبل والرؤى التي تبعث على الأمل بتحقيق النصر.

 ــ عودة الكثير مما غرر بهم إلى حضن الوطن، بل والتحاقهم بصفوف القوات المسلحة ومحاربة تلك التنظيمات، وذلك ليقينهم بحقيقة تلك التنظيمات، وأنه لا مستقبل إلا مع أبناء البلد.

ــ ثبات الموقف السوري الرسمي وعدم تنازله عن حقوقه، والدفاع عنها بقوة في المحافل الدولية والعربية والمحلية.

ــ دور وسائل الإعلام المحلية في كشف التضليل الإعلامي الذي مارسته القنوات الفضائية العميلة والتي كانت تهدف بالدرجة الأولى إلى غرس الفتن وإثارة النعرات الطائفية.

ــ استمرارية الحياة في مؤسسات الدولة وارتياد الطلاب لمدارسهم وجامعاتهم بانتظام والعمل على تسيير أمور المواطنين بسهولة ويسر، ما عدا المناطق التي تسيطر عليها التنظيمات الإرهابية، وكأننا لا نعيش أزمة حرب، على الرغم من سيل القذائف التي تتساقط يومياً ،حيث تعايش الشعب السوري مع هذه الأحداث، وما كان ليتم ذلك لولا قناعته بالنصر.

ـــ اتضاح المؤامرة على سورية منذ بداية الأزمة، حيث اختبأت تحت عباءة المظاهرات والشعارات المطالبة بالإصلاح أوجه الحقد والكراهية فسرعان ما تحولت المظاهرات إلى أعمال مسلحة وأصوات نادت بإسقاط النظام، فكانت أعمال القتل والتخريب، حيث تنبهت ونبهت الدولة السورية لذلك وخصوصاً بعد ما حصل في بعض الدول العربية، وتعاملت بمرونة معهم بادئ الأمر بتنفيذ مطالبهم وحتى لا تتسع دائرة القتل والتخريب، إلا أنهم سعوا لاستكمال تنفيذ خطوات المخطط، فبدأت الدولة السورية بالعمل على إسقاط المشروع.

ــ دور المصالحات الوطنية في سورية والتي شهدتها بعض المناطق حيث ساعدت على عودة الآلاف إلى منازلهم وقراهم، وتم إعادة تأهيلها من قبل الدولة وبرعايتها، وكان هذا عامل كسبته الدولة السورية في إعادة لم الشمل وتخفيف العبء عليها للتفرغ لمكافحة التنظيمات الإرهابية.

ــ إن ما أظهرته التنظيمات الإرهابية كــ "داعش" و "جبهة النصرة" وغيرها من أعمال إجرامية تفوق التصور لا ينم عن سعيها لقيام دولة يسودها القانون والنظام، بل ينم عن سعيها لإقامة إمارات إسلامية متشددة تحكم وفق الشريعة الإسلامية وبمفهومها الخاص، فمشروعهم مرفوض جملة وتفصيلاً، وليس من مصلحة الشعوب أن تحكمها مثل هذه التنظيمات فكان هناك الرغبة الكبيرة في محاربتها ودحرها، ومؤخراً فقد أعلن مجلس الأمن أن كلاً من تنظيمي "داعش" و"جبهة النصرة" إرهابيين، وتعمل الولايات المتحدة الأمريكية على ضرب "داعش" في سورية والعراق رغم الشكوك في جدية ذلك.

ــ الصراع المستمر بين التنظيمات الإرهابية فيما بينها على الغنائم والمناطق المسيطر عليها، وتصفية قاداتها وعناصرها .

ــ مساندة أهم الدول الكبرى والإقليمية والقوى المحلية والمعروفة بمكانتها وموقعها ومواقفها المؤثرة على المستوى الدولي والمحلي كروسيا والصين وإيران وحزب الله و.........، حيث تمثل الموقف الروسي والصيني باستخدامهما حق الفيتو عدة مرات لإفشال المشاريع والقرارات ضد سورية ومؤخراً قيام روسيا بالتدخل العسكري في سوريا لمحاربة الإرهاب وتزويد سورية بأسلحة ومعدات عسكرية، أما إيران فكانت مواقفها وتصريحاتها مؤيدة للدولة السورية إضافة إلى تقديمها الاستشارات الأمنية والمساعدات الاقتصادية وغيرها، كما شارك حزب الله اللبناني الجيش السوري في عملياته والذي حقق نجاحات وانتصارات كان لها الصدى القوي، بالإضافة إلى رغبة هذه الدول بالحد من التفرد الأمريكي بالتحكم بمصير الدول، وإسقاط النظام أحادي القطبية.

ــ انتقال الإرهاب إلى عدد من دول العالم، وبدا ذلك من خلال التفجيرات والأعمال الإرهابية التي حصلت مؤخراً، وهذا ما نبهت إليه الدولة السورية منذ بداية الأزمة، مما يدل على الرؤية المستقبلية السليمة وصوابية الموقف السوري من الإرهاب والحكمة العقلانية التي تمتلكها القيادة السياسية.

ــ القضايا التي تولدت عن الأزمة السورية ومنها أزمة اللاجئين، والتي كانت إحدى النتائج المرتبة على دعمهم للإرهاب في سورية، حيث تزايدت أعدادهم وغصت بهم معظم الدول الأوروبية، التي حاولت استغلالها سياسياً، إلا أنها شكلت عبئاً كبيراً عليهم وأصبحت قضية مركزية لديها يجب معالجتها، وهذا ما يدفعها إلى إعادة التفكير بسياستها تجاه سورية.

ــ تسارع الأحداث وتغير مواقف بعض الدول كالولايات المتحدة الأمريكية وفرنسا تجاه الأزمة السورية.

إن كل العوامل السابقة وغيرها ما هي إلا مؤشرات لمرحلة ما قبل الحسم النهائي وخصوصاً مع الإنجازات الكبيرة التي حققها الجيش العربي السوري والتضحيات الجسيمة التي قدمها، فدماء الشهداء لن تثمر إلا الانتصار، وصمود الشعب السوري وصبره لن يثمر إلا الازدهار، فالحق لن يموت والظلم لن يدوم، صحيح أننا خسرنا بعض المناطق هنا وهناك إلا أننا كسبنا عقيدة حقيقية ورؤية ثاقبة وخبرة عالية في كل المجالات، فالأمواج الهائجة قد تكسرت على شاطئ أرض الواقع، ومهما كبرت وتعاظمت المؤامرات والنظريات والجيوش فإنها سوف تصغر أمام الإرادة الحقة والوحدة الوطنية والتلاحم المتين بين الدولة والشعب والجيش.

سيريانديز سياسي
الإثنين 2015-09-28  |  02:24:08   
Back Send to Friend Print Add Comment
Share |

هل ترغب في التعليق على الموضوع ؟ 
: الاسم
: الدولة
: عنوان التعليق
: نص التعليق

: أدخل الرمز
   
Copyright © سيريانديز سياسة - All rights reserved
Powered by Ten-neT.biz ©